* س: - هل صح الحديث الذي فيه: «هل رأى أحد منكم من رؤيا..»؟ وهل للحالات النفسية دور في ما يراه النائم..؟
خيري حمادة عبدالغني
.. مصر.. القاهرة .. الجيزة..
* ج: - رؤيا الأنبياء صلى الله تعالى عليهم وسلم حق، وما تسأل عنه يا أخ: خيري حمادة عبدالغني جزء مطول من حديث جليل رواه المجدد المجتهد الإمام محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه كما تناقله العلماء لعظم ما ورد فيه من العبر والدروس والموعظة ولهذا أثبته النواوي في «الرياض»، وأصل ما تسأل عنه ورد عن سمرة بن جندب رضي الله تعالى عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يكثر ان يقول لأصحابه: «هل رأى أحد منكم من رؤيا..؟ فيقص عليه ما شاء الله ان يقص، وإنه قال لنا ذات غداة انه أتاني الليلة آت.
وانهما قالا لي: انطلق فانطلقت معهما، وإنا أتينا على رجل مضطجع، وإذا آخر قائم عليه بصخرة، وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه فيتدهده الحجر هاهُنا فيتبع الحجر فيأخذه فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان، ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى! قال: «فقلت لهما: سبحان الله! ما هذان؟ قالا لي: انطلق، انطلق، فانطلقنا، فأتينا على رجل مُستلقٍ لقفاه وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد، وإذا هو يأتي أحد شقْى وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول، فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان، ثم يعود عليه فيفعل مثل ما فعل في المرة الأولى قال: «قلت: سبحان الله! ما هذان؟، قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا، فأتينا على مثل التنور، فأحسب انه قال: فإذا فيه لغط، وأصوات، فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة، وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا قلت ما هؤلاء؟، قالا لي انطلق انطلق، فانطلقنا، فأتينا على نهر حسبت انه كان يقول: «أحمر مثل الدم»، وإذا في النهر رجل سابح يسبح، وإذا على شط النهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة، وإذا ذلك السابح يسبح ما يسبح، ثم يأتي ذلك الذي قد جمع عنده الحجارة فيفغر له فاه فيلقمه حجرا فينطلق فيسبح، ثم يرجع إليه كلما رجع إليه فغر له فاه، فألقمه حجراً، قلت لهما: ما هذان؟ قالا لي انطلق انطلق، فانطلقنا، فأتينا على رجل كريه المرآة أو كأكره ما أنت راءٍ رجلاً مرأى فإذا عنده نار يحشها ويسعى حولها، قلت ما هذا..؟؟ قالا لي انطلق انطلق، فانطلقنا، فأتينا على روضة معتمة فيها من كل نور الربيع وإذا بين ظهري الروضة رجل طويل لا أكاد أرى رأسه طولا في السماء، وإذا حول الرجل من أكثر ولدان ما رأيتهم قط قلتُ: ما هذا..؟ وما هؤلاء..؟ قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا فأتينا إلى دوحة عظيمة، لم أر دوحة قط أعظم منها، ولا أحسن! قالا لي: ارق، فارتقينا فيها إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة فأتينا باب المدينة فاستفتحنا ففتح لنا فدخلناها فالتقى رجال شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راءٍ! وشطر منهم كأقبح ما أنت راءٍ قالا لهم: اذهبوا فاقعوا في ذلك النهر وإذا هو نهر معترض يجري كأن ماءه المحصن في البياض، فذهبوا فوقعوا فيه، ثم رجعوا إلينا قد ذهب ذلك السوء عنهم فصاروا في أحسن صورة».
قال: «قالا لي هذه جنة عدن، وهذاك منزلك فسما بصري صعداً فإذا قصر مثل الربابة البيضاء قالا لي: أما الآن فلا، وأنت داخله، قلت لهما بارك الله فيكما، فدراني فأدخله. قالا أما الآن فلا، وأنت داخله قلت لهما:/ فإني رأيت منذ الليلة عجبا؟ فما هذا الذي رأيت؟ قالا لي اما انا سنخبرك: أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه، وينام عن الصلاة المكتوبة، وأما الرجل الذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى: قفاه ومنخره إلى: قفاه، وعيناه إلى: قفاه، فإنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق، وأما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل: «بناء التنور» فإنهم الزناة والزواني، وأما الرجل الذي أتيت عليه يسبح في النهر ويلقم الحجارة فإنه آكل الربا، وأما الرجل الكريه المرآة الذي عند النار يحشها ويسعى حولها فإنه مالك خازن جهنم، وأما الرجل الطويل الذي في الروضة، فإنه إبراهيم صلى الله عليه وسلم. وأما الولدان الذين حوله فكل مولود مات على الفطرة.. إلخ» رواه البخاري.
وأما أثر الحالات النفسية، فإن لها أثراً فيما يراه النائم في كثير من الحالات ولا يكاد يميز هذا إلا المعبر الملهم وقد يتبين هذا كذلك من خلال عدم انضباط الحلم وسبق لي بيان الفرق بين الرؤيا والحلم وعلامات كل منهما.
|