|
|
قرأت ما خطته يد الكاتب الأستاذ/ عبدالله بن بخيت في عدد الجزيرة 11377 وتاريخ 27/9/1424هـ.. بعنوان «عيد الرياض» تحدث فيه عن الفصل بين الزوج وزوجته وأطفالهم في مثل هذه المناسبة السعيدة مناسبة عيد الفطر المبارك وغيرها من المناسبات وخصوصاً في مدينة الرياض. وقال بأن الأب والأم لايمكن أن يقبلا بانفصال بعضهم عن بعض فالأب يريد أن يبقى مع أطفاله وكذلك الأم.. وإن كنت أتفق مع أستاذنا ابن بخيت في بعض الأشياء فأنا اختلف معه في أشياء أخرى. أختلف معه في أنه ليس هناك مكان يجمعه هو وزوجته وأطفاله وأسرته بالكامل وأعتقد أنه لايخفى على الأستاذ عبدالله منتزهات الثمامة المنتشرة هناك ولامانع أن تصطحب عائلتك وتقضي معهم ما شئت من الوقت تلهو وتلعب بجانبهم ويكونون قريبين منك.. ولكن أعتقد أن مثل هذه الأماكن المتواضعة في نظر ابن بخيت لا تروق له وأسرته.. لماذا؟ لأن الأستاذ عبدالله بالتأكيد قد تعود على أماكن أكثر رفاهية وأفضل تنظيماً وأكثر حريّة مع الأولاد والزوجة.. وليسأل أستاذنا الكريم أين قضى الصيف هذا العام؟ لكن الإنسان البسيط بالتأكيد يراها تفوق الخيال.. صحيح أن الحساسيّة التي ذكرها الأخ عبدالله موجودة في تلك الأماكن ولن تزول والتنظيم شبه سيئ والأسعار نار في نار وليس بمقدور الإنسان البسيط أن يستمتع بكل ما يريد خصوصاً إذا كان لديه أطفال كثيرون والمرأة ممنوعة من مشاركة أطفالها بالألعاب.. كما أن عيب هذه الأماكن أنها دون حسيب أو رقيب فالكل يعمل ما يشاء ويسعِّر بما يشاء، بدليل أن هناك أماكن الدخول إليها بعشرين أو ثلاثين ريالاً وأماكن أخرى لا تدخلها إلاّ بمبلغ قد يتجاوز المئتي ريال خلاف أسعار الداخل الملتهبة.. ناهيك أن هذه الأماكن هي هي لم تتغير منذ عدة سنين وهذا بالتأكيد يبعث على السأم والملل كل عام.. ولكن ماذا نفعل أستاذنا الكريم (خشمك منك ولو كان أعوج) أين نذهب؟ وأين نرفه عن أنفسنا وأطفالنا ونحن لانستطيع الخروج من الرياض بسبب قصر ذات اليد ومحدوديّة إمكاناتنا.. فليس لنا إلاّ هذه الأماكن أو نتسمر في منازلنا كالتماثيل ونستمتع بصوت فرقعة الألعاب النارية في الحوش؟! أتفق مع الأستاذ ابن بخيت في أن هناك الكثير من محلات الملاهي والألعاب غير مسموح أبداً أن تدخلها مع عائلتك وهي للأسف الأماكن الأجمل والأكثر متعة.. إضافة إلى حديقة الحيوان التي بالتأكيد تحتاج لوجود الأب مع زوجته وأطفاله للاطمئنان ولشرح بعض المعلومات التي تخفى على الأطفال لكثير من الحيوانات.. أيضاً لي ملاحظة على جدول برامج العيد في الرياض فكل عام النشرة التي تصدر مع الجريدة لا تتغير، نفس الفعاليات ونفس البرامج وحتى الأشخاص والوجوه ولايتغير بإعتقادي سوى التاريخ على الغلاف فبدلاً من 1423هـ يكون 1424هـ فقط.. وتستمر الحياة!! فهل نترك الرياض؟ نقطة أخيرة يقول الأستاذ ابن بخيت (المتعة ليست للأغنياء دون الفقراء فالعائلة الفقيرة تستطيع أن تستمتع مثلها مثل العائلة الغنية) وأقول لقد جانبت الصواب أستاذي الفاضل وليس هناك داعٍ أن ندسّ رؤوسنا في الرمال فإذاتساوى الغني والفقير في الصحة والعافية عندها يكون هناك فرق شاسع وبون كبير في المتعة.. فمن يعيّد في جنيف وباريس ولندن ومن يصيّف في جبال الألب بالتأكيد ليس كمن يعيد في القرية الشعبيّة أو على طعوس الثمامة.. وعلى فكرة هل رأيت أو سمعت بأن غنياً تحدث عما تحدثت به أنت وأنا أو طالب بما نطالب به؟ طبعاً لا أتدري لماذا؟ لأنه وبكل بساطة لا يعرف شيئاً عن كل هذه الأمور إلاّ من خلال صفحات الجرائد ربما.. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |