|
|
لقد اهتمت الكثير من الدول بالتغذية المدرسية ولا سيما الدول المتقدمة ولم يقتصر اهتمامها على البحوث والدراسات الموجهة إلى العاملين في الحقل التعليمي وشرائح المجتمع بل وصل الأمر إلى تطبيقها ميدانيا من خلال وجبة متكاملة يتناولها الطلاب داخل المدارس. وقد انعكس هذا الاهتمام على صحة الطلاب بشكل عام واختفت الكثير من الأمراض بين الطلاب التي لها علاقة بسوء التغذية ووزارة المعارف في المملكة العربية السعودية مرت بتجارب عديدة حول هذا الموضوع، التجربة الأولى في المدارس التي تقوم ببنائها أرامكو في الثمانينيات الهجرية حيث كانت تقدم وجبة غذائية متكاملة وعلى مستوى عال من الجودة وعلى سبيل الذكر المدرسة النموذجية بالدمام وعلى وجه التحديد عام 1383 1384ه وقد عشت تلك التجربة باعتباري درست الصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية فيها ولم يقتصر على التغذية المدرسية يشمل أيضاً الرعاية الصحية حيث في مطلع كل اسبوع يأتي طبيب واعتقد انه من الجنسية الأمريكية للكشف على الطلاب وتحويل من تستدعي حالته الصحية بتحويله إلى الوحدة الصحية المدرسية أو مستشفى أرامكو. كذلك من الأمور التي تعاملت معها وزارة المعارف في ذلك الوقت المقاصف المدرسية التي كان يديرها الطلاب بأنفسهم وكانت تقدم بعض الوجبات الخفيفة مثل السندوتشات والمرطبات وهي مشابهة تماما لوضع المقاصف المدرسية في الوقت الحاضر. وقد كثفت وزارة المعارف جهودها في الاهتمام بالتغذية المدرسية حيث طبقت تجربة شاملة لجميع مدارس المملكة في التسعينيات الهجرية تقدم فيها وجبة غذائية متكاملة لطلاب التعليم العام ولا سيما في المرحلة الابتدائية والمتوسطة ولكنها لم تستمر نتيجة ان المواصفات الغذائية فيها لم تراع بيئة الطلاب الغذائية فأصبحت الوجبات التي تقدم للطلاب مصيرها سلة النفايات وبعد هذه التجربة توقفت. واليوم وزارة التربية والتعليم مطالبة قبل من أي وقت مضى بإعادة التفكير بجدية في تقديم وجبة غذائية لطلبة التعليم العام ولا سيما في المرحلة الابتدائية واعتقد ان تنفيذها سوف يسهم في تحقيق اهم هدف في التربية هي صحة الإنسان التي تعتبر هي الأساس في كل شيء وبدونها سوف يحدث خلل في تفاعل الطلاب مع المنظومة التربوية لأن معظم الطلاب وبدون استثناء يتناولون وجبة الافطار في المدرسة ومن خلال المقصف المدرسي ونحن نعلم ان معظم المقاصف المدرسية تقدم وجبة افطار عادية جدا لا تتوفر فيها مواصفات التغذية المتكاملة وبإمكان وزارة التربية والتعليم الاستفادة من تجارب الجامعات السعودية التي تقدم فيها ثلاث وجبات غذائية للطلاب وبأسعار رمزية فليس هناك ما يمنع من أخذ رسوم مالية من الطلاب لا تتجاوز ريالين لقاء تقديم هذه الوجبة. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |