ما من شك أن كل مسلم غيور يستنكر ما حصل من تفجيرات في عاصمة مملكتنا الحبيبة الرياض، وهذا العمل مهما التمس له من المبررات فلا نجد له أي مبرر شرعي سوى الخراب والدمار وسفك الدماء الذي لا تقره أي شريعة سماوية فضلاً عن شريعتنا التي لا تقرّ قتل الحيوان بغير حق فكيف بالإنسان المعصوم. إنها والله جريمة عظيمة تستلزم من الدولة بجميع أجهزتها دراستها دراسة متأنية ودقيقة حتى نضع أيدينا على الجرح الذي نزف منه الدم من حيث لم نتنبه له، علينا أن نبحث الأسباب بجدية تامة وبصراحة متناهية بعيدا عن المجاملات والعواطف. لابد من دراسة أوضاع الشباب في أسفارهم للخارج ومصادر تلقيهم ومع من يلتقون هناك بعيدا عن عين الرقيب في هذا البلد المحافظ.
إن القلب ليعتصر ألماً حينما أرى بني قومي يتناحرون فيما بينهم وهم في سفينة واحدة والعدو من الخارج والداخل يتفرج عليهم ويفرح بما حلّ فيهم، فاستدركوا يا بني قومي قبل فوات الأوان وانتبهوا يا شباب أمتي أن تنزلقوا في هذا المنزلق الخطير الذي لا قاع له، واحذروا أن يستفزكم المنافقون والمرجفون لاثارة الفتنة فيما بينكم فإن هذه الدولة حفظها الله هي معقل الإسلام ومهما حصل فينا من تقصير وإهمال فلا يعني أن ننكره بالقتل والتفجير بل بالمناصحة والدعوة بالتي هي أحسن كما قال الله تعالى: {ادًعٍ إلّى" سّبٌيلٌ رّبٌَكّ بٌالًحٌكًمّةٌ وّالًمّوًعٌظّةٌ الحّسّنّةٌ وّجّادٌلًهٍم بٌالَّتٌي هٌيّ أّحًسّنٍ} كما يجب على ولاة الأمر في هذا البلد حفظهم الله أن يُسكتوا تلك الأقلام الحاقدة التي تستفز الشباب حينما تنشر مقالات أو زوايا وأعمدة عبر الصحافة ووسائل الإعلام الأخرى تستهزئ ببعض أمور الدين كاللحية وحجاب المرأة المسلمة والرقية الشرعية وقضايا الاختلاط والتدين وغيرها فإن معظمهم قد يتطرق لذلك سواء بحسن نية أو سوء نية، لكن ذلك قد يشعل فتيل الغضب والاندفاع لدى الشباب المبتدئ في التدين فإن معظم النار من مستصغر الشرر.
كما أحذر إخواني المسلمين عموماً والمسلمات من التقصير في جنب الله فإن ما أصابنا إنما هو بسبب ذنوبنا وتقصيرنا في أمور ديننا قال تعالى: {وّمّا أّصّابّكٍم مٌَن مٍَصٌيبّةُ فّبٌمّا كّسّبّتً أّيًدٌيكٍمً وّيّعًفٍو عّن كّثٌيرُ }.
كما أذكركم بقول رسولنا صلى الله عليه وسلم: «لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض».أسأل الله تعالى أن يحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين من كل سوء ومكروه إنه سميع مجيب.
| 
