* الدلم - فهد عبدالله الموسى:
تجددت الذكريات بما فيها من أضرار في الممتلكات وخوف أصاب المواطنين في الخرج وجعلهم يعيشون دقائق هذا اليوم في حذر وحيرة وتعاون وتكاتف حتى خفت كارثة السيول التي داهمت المدينة بسرعة وامتلأت المزارع فارتفع منسوب المياه على الأحياء السكنية مما أدى إلى تشكيل لجنة وإغلاق طريق الدلم المتجه إلى حي زميقة لتخفيف ضغط المياه على الأحياء وبعض الدوائر الحكومية فشارك الطيران العمودي من الدفاع المدني ومن وزارة الدفاع والطيران وفرق أرضية من مختلف القطاعات لانقاذ المحاصرين والمتضررين حتى تم إنقاذ وإسعاف 45 مواطناً إضافة إلى تقديم الخدمات لفك اختناقات السير عبر مداخل الدلم ومركز نعجان الذي تعرض لسيول أضرت بالممتلكات والمزارع والسيارات وأحرج سكان الأحياء فتحولت الأحياء السكنية في الدلم ونعجان إلى مدن غمرتها السيول وأصبحت الشوارع الرئيسية موعداً لمناقشة الأزمة الطارئة التي سارعت القطاعات الحكومية إلى تخفيفها بتوفيق الله حتى بدأت السيول تتجه شرقاً إلى السيح بعد ارتدادها برملة الضاحي في اتجاه الشمال الشرقي.
أودية علية والسدود
السيول انحدرت من أودية علية «ماوان والعين والخبي وتمير ووثيلان وسويس» دفعة واحدة ومن سحب ممطرة في مساء يوم الخميس فسالت هذه الأودية وسالت الشعاب الصغيرة إضافة إلى هطول أمطار غزيرة على الأحياء السكنية جددت رغبة المواطنين في إقامة سدود لحفظ المياه والاستفادة منها حتى لا تتكرر الأضرار.
المياه تغمر الدلم
تحولت مدينة الدلم إلى وادٍ فتعطلت حركة السير في شارع الأمير سلمان بن محمد وكذلك توقف السير في شارع العذار لعدم وجود جسر في وادي أم الحصاني تأثرت أحياء سكنية شرق طريق الجنوب من مداهمة السيول لها. وتم قطع طريق زميقة وتعطلت الطرق الزراعية فأصبحت هذه المدينة وكأنك تراها مدينة ساحلية طرزت بواحات النخيل والمزارع.
كما وصلت مياه سيول وادي العقيمي إلى الهجلة في خفس دغرة واستمر جريان السيول في وادي تركي من أودية ماوان ووثيلان وتمير والخبي حتى مساء أمس الخميس عابرة مزارع الدلم ومتجهة إلى رمال الصخي التي تحولت إلى بحيرات.
نعجان
تسببت سيول نعجان في ارتفاع منسوب المياه على طريق الجنوب فتوقف السير وتم تحويله إلى طريق العيون السيح وكذلك من الرياض ودخلت مياه السيول إلى حي العثمان وفاضت كمياه كبيرة من سيول وادي العين على مخطط ومدخل بلدة الضبيعة وقال شهود عيان من كبار السن إن ما شهدته نعجان من سيول عارمة لم تحدث إلا نادراً ورغب بعض الأهالي بأن تسارع وزارة المياه والكهرباء إلى إقامة سدود في وادي العين لدعم مخزون المياه الجوفية.
الخسائر في المواشي والممتلكات
تحدث الكثير عن الأضرار التي لحقت بالمزارعين خاصة في المحاصيل الزراعية والبيوت المحمية وأجهزة الري المحوري وحقول النخيل والأعلاف والمعدات الزراعية إضافة إلى خسائر في فقد آلاف من رؤوس الماشية من الإبل والغنم.
أين المرور
شهدت مدينة الدلم حركة في السير في الطرق والمداخل والشوارع من المواطنين ومعدات الدفاع المدني والشرطة والدوريات الأمنية وبلدية الدلم فوقعت حوادث في السير وتعطلت الحركة في بعض الطرق لعدم وجود دوريات المرور حيث ان شعبة مرور الدلم من دون دوريات.
ألف بيت محمي والضبيعة
قال المواطن سعد بن بدن السبيعي من أهالي بلدة الضبيعة إن المواطنين فوجئوا بمياه السيول التي داهمت المكان من وادي العين وكذلك من وادي بلجان وشعبة أم الشبرم فتضررت المنازل والمزارع ودخلت مياه السيول الدور الأول في جنوب الضبيعة ونفقت كميات كبيرة من الأغنام وتحطم 1000 بيت محمي وغرقت السيارات وأفاد السبيعي بأن لمشاركة وزارة االدفاع (سلاح المهندسين) في تكسير صبة طريق الجنوب الأثر الفعال في حل الأزمة حين تم عمل فتحات بالبلدوزرات الكبيرة بإشراف وكيل المحافظة مساعد عبدالرحمن السالم.
لماذا وكيف قطع طريق زميقة
كالعادة سارعت القطاعات الحكومية إلى إعداد محضر وقطع طريق زميقة للمرة الثالثة فتعطلت مصالح المواطنين مهما كانت الضرورة والأهمية فنادى المواطنون بإنشاء كباري من 10 فتحات بين كل 200م بين دوار العذاد حتى الاستراحات كي تستوعب هذه السيول العارمة بدلاً من العبارات الصغيرة التي انغلقت من نفايات السيل في الساعات الأولى من وصوله مما تسبب في قطع الطريق لعمل فتحة ثم اتجهت كميات كبيرة من السيول دفعة واحدة بقوة عظيمة جارفة إلى المزارع والطرق والممتلكات ثم تتجه إلى الأحياء والمخططات السكنية في أحياء الناصرية والخالدية.
بحيرات جوار الرمال ثم نهر
تجمعت مياه السيول شرق مدينة الدلم وأمام جسر الأخوين على شكل بحيرات كبيرة ولاتزال مياه السيول تتدفق حتى مساء أمس من نعجان والدلم متجهة إلى رمال الضاحي عابرة طريقها المعروف لدى أهل الخبرة متجهة إلى مدينة السيح كنهر يجري بقوة تجاه المخططات والأحياء السكنية والشوارع والأسواق.
الجسور والعبارات قليلة
أقيم عدد من المخططات السكنية في مجاري الأودية المعروفة وقام ملاك المخططات بسد وردم العبارات التي أنشئت للطوارئ فتسبب ارتداد المياه وارتفاعها إلى غمر الشوارع والمساكن وإلحاق الضرر بالمواطنين.
لذا فند المواطن عبدالله العثمان من حي العثمان بنعجان بأن مياه السيول دخلت الدور الأرضي في مخططهم وغمرت المزارع وقام المواطنون بردم البوابات بالأتربة منعاً لدخول المياه وأن عدد العبارات والفتحات التي نفذت في طريق الجنوب قليلة جداً ولا تكفي لعبور نسبة 30% من السيول المعهودة وأضاف العثمان ان قلة عدد هذه العبارات سبب رئيسي في ارتداد المياه وتغير مسارها.
أين السدود
أكد ل «الجزيرة» عدد من المواطنين أن السبب الرئيسي في تكرار وقوع مثل هذه الفيضانات هو عدم إقامة وإنشاء سدود في الأودية الرئيسية مثل وادي العين ووادي ماوان وكذلك وادي وثيلان لأنها أودية يبلغ عرضها 500م تقريباً وتمتد داخلة في ظهرة علية أكثر من 60 كيلومتراً وتجتمع فيها سيول أودية أخرى فتصب سيولها بسرعة إلى وادي تركي وتتجه إلى الأحياء السكنية والمزارع على شكل طوفان.
التويجري يزور الدلم
قام مدير عام الشؤون البلدية والقروية بمنطقة الرياض المهندس أحمد التويجري بزيارة ميدانية لمدينة الدلم ونعجان والضبيعة وزار الأحياء المحاصرة وشاهد قطع طريق زميقة وكبري العذار وقال إننا سنعمل مع زملائنا في وزارة النقل لوضع حلول لمعالجة مثل هذه الأشياء وان هناك مشروعاً في وزارة النقل بكبري العذار وسوف نعمل لرفع خدمة البلدية. وأضاف التويجري بأن العبارات الحالية لا تكفي لهذه السيول الجارفة لذا سنعمل لعمل كباري وعبارات.
عدسة «الجزيرة» من الجو
عدسة «الجزيرة» التقطت الصور من خلال جولة بإحدى طائرات الإنقاذ على مدينة الدلم وأودية العين وماوان والخبي وشاهدنا حاجة المواطنين إلى إقامة سدود كثيرة وتقوية ودعم خدمات أعمدة الكهرباء والهاتف إضافة إلى تعبيد طريق داخل وادي ماوان الذي يتعطل سكانه في كل موسم لعدم وجود طريق اسفلت مدعوم بأكتاف خرسانية لحمايته ضد جريان السيول.
|