* الجزيرة - واس
إجابة على كثير من التساؤلات التي تثار حول دور لجنة التربية التي تعمل على تنقيح وتعديل وتطوير المناهج والمقررات الدراسية وطمأنة المواطنين بأن ما تقوم به هذه اللجنة هو لصالح النشء ويصب في مصلحة الوطن والمواطن فقد توجهت وكالة الأنباء السعودية بعدد من الأسئلة لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام ورئيس اللجنة لتوضيح دور اللجنة ومهامها وطبيعة عملها وأعضائها.
وفيما يلي نص اللقاء..
* أحدثت الثورة العلمية الخاصة بالاتصالات والمعلومات والمواصلات في العصر الحديث نتائج ملموسة كان من بينها اختصار المسافات بين دول العالم جغرافيا وإعلامياً ونمو وتيرة التفاعل السياسي والاجتماعي والتربوي بدرجات متسارعة وشمل التفاعل جوانب متعددة في جميع مناحي الحياة فهل يتفضل سموكم الكريم بإلقاء الضوء على توجه المملكة في هذا المجال ومدى مسايرتها للركب العالمي؟
- تمر الأمم جميعها من وقت لآخر في مسيرتها التنموية بمراجعة خططها والنظر فيما تحتاج إليه جزئياتها من تطوير حسب المستجدات المعاصرة وما تستدعيه الاحتياجات الوظيفية والحياة العملية من مواكبة مخرجات التعليم لاحتياجات السوق، وحيث إن المملكة العربية السعودية جزء من هذا العالم ولها مشاركة في صنع القرارات الدولية وفي صنع الكثير من الأحداث المهمة على الساحة الإقليمية والدولية فإن تحركاتها في كثير من الاتجاهات الإيجابية على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتربوي تجعلها في قلب الحدث متفاعلة مع المستجدات المعاصرة ولهذا فإنها سوف تستمر في حركة التطوير العلمي ومراجعة مناهجها الدراسية وتطويرها من وقت لآخر بما يتفق وحاجة المجتمع وبما يحفظ لهذه الأمة عقيدتها ومقوماتها الأساسية وبما لا يتعارض مع ثوابتها الدينية وقيمها الاجتماعية.
* ذكرتم سموكم أموراً تهم المواطنين وتتمثل في استمرار الدولة في حركة التطوير العلمي فكيف تحقق ذلك؟ وهل هناك آلية لمراجعة المناهج وتطويرها؟
- نعم هناك آليات في كل من وزارة التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم من خلال جهود مكثفة يقوم بها مختصون في المناهج والتطوير التربوي وفقاً لمعايير علمية معروفة ويقوم بالمتابعة والإشراف على عملية التطوير لجنة ذات مستويات عليا، وهذه العملية في الوقت الحاضر ما هي إلا حلقة في سلسة مترابطة من العملية التطويرية للمناهج الدراسية وليست جديدة على الساحة التعليمية في المملكة فقد تم تكوين فريق كبير من الأكاديميين للتقويم الشامل الذي أنهى دراسته ورفعها للجهات العليا وسوف يتم اتخاذ القرار المناسب وتحقيق ما هو في صالح العملية التربوية الوطنية.
* أشرتم سموكم إلى أن دراسة المناهج وتطويرها تتم تحت متابعة وإشراف لجنة ذات مستويات عليا هل لنا أن نعرف أعضاء هذه اللجنة؟ وكيف تم تكوينها؟
- لقد أصدر صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني أمره الكريم بتكوين لجنة للتربية برئاستنا وعضوية كل من معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، معالي وزير العدل الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ، معالي وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، معالي الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين، معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، معالي وزير المياه والكهرباء الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي، معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري، معالي وزير التربية والتعليم الدكتور محمد بن أحمد الرشيد، معالي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد المطلق، فضيلة عضو مجلس الشورى الدكتور صالح بن سعود العلي، سعادة عضو مجلس الشورى الدكتور صالح بن عبدالله المالك، سعادة عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالإله بن عبدالعزيز باناجه، فضيلة عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين الدكتور سعد بن عبدالله البريك.
* هل يسمح سموكم بتسليط الضوء على الغايات المرجوة من هذا التطوير؟
- يهدف هذا التطوير إلى تحقيق المزيد من تعزيز القيم والأخلاق والسلوك الإسلامي في نفوس الناشئة وغرس المفاهيم الصحيحة التي بينها القرآن الكريم والسنة المطهرة تحقيقاً لمعنى الوسطية وتحديد القدر اللازم من المعلومات والمحتوى لكل سنة دراسية مع مراعاة سن التكليف ومناسبة المواد لعمر الطالب واستيعاب مقاصد الشريعة والتأكيد على الأساسيات والتربية على أخلاق السلف الصالح والمرونة وقبول الحوار واحترام آراء الآخرين مع الحفاظ على المواد الدينية باعتبارها من الثوابت في مناهجنا الدراسية وكذلك الاهتمام بحاجة سوق العمل ومتطلباته للمؤهلات العلمية المعاصرة.
* هل يتفضل سموكم بإعطاء بعض التفاصيل عن هذا التطوير ولاسيما ما يتعلق بتطوير المناهج أو تعديل بعض جزئياتها أو إدخال بعض المواد حسب الظروف والمستجدات المعاصرة؟
- يهدف هذا العمل فيما يهدف إليه إلى تطوير كل المناهج وتعديل بعض أجزائها وترحيل بعض فقرات المنهج إلى مراحل لاحقة أو أقسام متخصصة أو إدخال بعض المواد والأدوات الحديثة حسب حاجة المتعلم إلى العلم ومتطلبات العصر وظروف المجتمع وما يتطلبه سوق العمل وفي هذا التوجه ما يهيئ الفرص الوظيفية لأبنائنا وبناتنا - عند حصولهم على المؤهلات المناسبة - لكل وظيفة تتفق وقدراتهم ومهارتهم سواء في القطاع الحكومي أو في القطاع الخاص مع ضمان تغذية النشء بقدر كبير من العلوم النافعة والمعارف المتنوعة.
* كيف تقوم اللجنة بالعمل على تحقيق هذه الأهداف؟
- تزخر المملكة بحمد الله بالكفاءات الوطنية المؤهلة والمتخصصة في شتى العلوم ولها تجارب طويلة داخل المملكة وخارجها، ونظراً لما أدركته اللجنة من تشعب هذا الموضوع وتنوع جزئياته وتعدد آفاقه استعانت ومازالت تستعين بكثير من التربويين المتخصصين في العلوم الشرعية والاجتماعية والطبيعية والمناهج الذين انضموا إلى اللجنة الفرعية المنبثقة من لجنة التربية لتكون أعمالها وما تقوم به من دراسات متعمقة رافداً يمد لجنة التربية بكثير من المعلومات التفصيلية والبيانات الجزئية التي ستكون بعون الله ضمن الأسس التي تبني عليها هذه اللجنة قراراتها.
* متى تتوقعون سموكم الانتهاء من عملية تطوير المناهج؟
- لا يمكن لأي لجنة أو فريق أن يعمل بمعزل عن الإطار الزمني وتحديد المدة المطلوبة للوصول إلى تحقيق الأهداف المنشودة لكن العملية التي نحن بصددها عملية مستمرة وليست عملية جديدة فقد كانت المملكة وما زالت تمارس عمليات التقويم والتطوير في كل المجالات، هناك أهداف مستمرة وبعيدة المدى تتطلب مواصلة العمل وتكثيفه وفقاً للظروف والمعطيات التي تعيشها الأمة والتي قد تختلف من وقت لآخر.
* هل عملية تطوير المناهج تسير بصورة منفردة عاجلة قياسا على عمليات تطوير الميادين الأخرى؟
- تسير المملكة في حركة التنمية والتطوير وفق منظومة متناسقة ومتكاملة في كل المجالات سواء كانت تربوية أو اجتماعية أو سياسية أو إدارية أو اقتصادية وأحب أن أؤكد أن الاتجاه في تقويم المناهج وتطويرها ليس ردة فعل وإنما هو مبادرة واستجابة لمتطلبات العصر ولكثير من المستجدات الراهنة، وليس من المعقول أن نتوقف عند نقطة معينة في أي من مجالات الحياة دون أن نتحرك بل إن الحياة المعاصرة المتجددة تتطلب منا أن نكون نموذجاً للعالم الإسلامي وأن نعي رسالة ديننا المتمثلة بالتسامح والحوار واحترام الرأي الآخر ونبذ الغلو والتطرف والتأكيد على الوسطية والاعتدال.
|