إن الله تعالى فضل بعض عباده على بعض وجعل سبحانه أفضلهم الأنبياء، وفضل بعض الأنبياء على بعض وجعل أفضلهم محمداً صلى الله عليه وسلم، وجعل بعد الأنبياء في الفضل العلماء الذين هم ورثة الأنبياء، ولقد ورد الثناء على العلماء في آيات وأحاديث كثيرة وذلك لما يقومون به من تعليم الناس وتفقيههم في دينهم ولما لهم من الأثر الطيب على المجتمع الإسلامي إذ يقفون في وجوه العصاة والمنحرفين سواء كان الانحراف في الشهوات أو الشبهات - أعاذنا الله من ذلك - ويرد الله تعالى بهم شراً كثيراً، لهذا كله أثنى المولى سبحانه وتعالى على العلماء بقوله: {إنَّمّا يّخًشّى اللَّهّ مٌنً عٌبّادٌهٌ العٍلّمّاءٍ} وقال جلا وعلا: {قٍلً هّلً يّسًتّوٌي الذٌينّ يّعًلّمٍونّ والَّذٌينّ لا يّعًلّمٍونّ إنَّمّا يّتّذّكَّرٍ أٍوًلٍوا الأّلًبّابٌ} ولا أدل على رفعتهم من قول المولى سبحانه: {يّرًفّعٌ اللَّهٍ الذٌينّ آمّنٍوا مٌنكٍمً والَّذٌينّ أٍوتٍوا العٌلًمّ دّرّجّاتُ} .
وكما أن على العلماء واجباً عظيماً تجاه المجتمع ونشر الفضيلة ومنع الرذيلة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن لهم علينا حقوقاً كثيرة:
فمن حقهم علينا أن تحفظ غيبتهم، ولا نسمح بأن ينالهم مغرض بلسانه أو قلمه، وأن نذب عن أعراضهم، ولا نقبل فيهم قالة السوء التي قد يشيعها بعض مرضى القلوب، ممن يرون أنه لا يمكن أن يسكت عن باطلهم ما دام للعلماء مكانة كبيرة بين الناس في المجتمع، ولهذا يسعون إلى نزع الثقة بهم من خلال مقالاتهم ومنتدياتهم.
لذا يجب على كل مسلم أن يجل العلماء العاملين والدعاة المخلصين وأن تبقى مكانتهم محفوظة في النفوس.
( * ) عضو الدعوة والإرشاد بالرياض |