في يوم الاثنين الموافق 8/9/1424هـ طرح برنامج «يا شباب» البرنامج المتميز باطروحاته الرائعة موضوعاً اتسم بالبراءة والقوة «شباب بلا هوية»، هذا الموضوع الذي كان يمثل لدينا تساؤلات بلا اجابة ولكن وجدنا ولله الحمد الاجابة، هذا البرنامج الذي قام مشكوراً بطرحه اريد ان ابدأ بعبارات اطرحها على مسامع اخي فيصل وأذكره بأننا شعب نؤمن بقضاء الله وقدره وأن له حكمة بكل امر يقضيه فيجب ألا يغيب عن اذهان اخواتنا واخواننا من مجهولي الهوية بأن امر المؤمن كله خير.. فجميعنا لا ننكر مرارة التجربة التي مررتم بها، ولكن يجب ألا ننسى اننا مؤمنون بكل امر يقضيه الله سبحانه وتعالى.. مقالي هذا اوجهه لكم.. فأنا في هذا المقال لست بالناصحة او الواعظة ولكن اريد ان اوضح امراً قد يكون غائباً عن اذهانكم فأنا بعد ان استمعت لتجربة اخي فيصل التي اتسمت بالجراءة والقوة والشجاعة في عرض قضيته التي لامس بها كبد الحقيقة، وما زاد الامر سواءً هو اننا للاسف كمجتمع ما زلنا اسرى للواجهة الاجتماعية التي ترفض تلك الفئة.
دعوني ابحث عن عذر لتقصيرنا معكم وكلي امل بأن تتقبلوه.. فأنا اعترف بأننا كمجتمع ينقصنا الوعي الكامل بتلك الفئة وباحتياجاتهم بل اصبحنا نربطهم بالتبرعات المادية متناسين او متجاهلين انهم بشر ولديهم احتياجات اخرى ومطالب لا تلبى ولا تتحقق بالمال. هنا اتساءل من المسؤول عن ذلك؟!! هل هو الاعلام الذي لم يسلط الضوء الكافي على هذا الموضوع ام وزارة الخدمة الاجتماعية التي نقرأ اسمها ولا نسمع صوتها فممن التقصير؟!! ما لايخفى على الكثير اننا اليوم بحاجة الى الدمج مع تلك الفئة حتى نعيش ونعاصر ما يعانونه عنهم بدلاً من ان نزيد آلامهم برفضهم.. فهنا نطرح ونعيد السؤال من المسؤول عن هذا الدمج هل هو الاعلام، أو وزارة التربية والتعليم، وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ام نحن كمجتمع.. ما قام به برنامج «ياشباب» يعد خطوة!! إلى الأمام في هذا الدمج ولكن ما هو رد وزارة الخدمة الاجتماعية التي من المفروض ان تقدم لنا كيف.. وما الوسائل لهذا الدمج، فان منا من لديه الرغبة الملحة بأن يحظى بشرف الاسر البديلة لهذه الفئة ولكننا نجهل الوسيلة والطريقة والاجراءات اللازمة لهذا الامر.. فأين نتجه.. ومن نسأل.. وكيف نصل اليهم؟!! تساؤلات كثيرة من يجيب عليها؟!! لذلك بادرت ابحث عن ارقام تخص الجهة المسؤولة عن ذلك حتى نجد لديها الاجابة على تساؤلاتنا.. فوجدت ارقاماً تخص دار الحضانة في الرعاية الاجتماعية سعدت لذلك لانني سوف اجد جواباً لكل التساؤلات ولكن ما زاد الامر سوءاً هو ان هذه الارقام لا احد يجيب عليها وهي 2061697 و 4421532 حيث انني لمدة 3 ايام يوم الثلاثاء والاربعاء الخميس وأنا احاول الاتصال ولكن لا مجيب اذاً ما العمل في هذه الحالة من المفروض ان يلام نحن ام هواتف الدار؟!!
نقطة اخيرة اود ان اوضحها لأخي فيصل وأتمنى ان يعتبرها نصيحة من اخت لاخيها.. اتمنى ألا تكون اسيراً للظروف القاسية، فالرجل هو سيد الموقف وهو الذي يسير الظروف على ما يريد وليست الظروف هي التي تتحكم فيه واتمنى كذلك ألا تعمم ما واجهته من قسوة من بعض افراد المجتمع على الكل.
واخيراً اتمنى ألا يغيب عن اذهانكم اننا لانرفضكم بل نفخر بكم كآباء واخوة واخوات وأزواج وأمهات ولكن سبب جهلنا بالدار وما تهتم به ومن هم بالدار جعلنا لانتصور ان هناك اخوة لنا قد نحتاج لهم ويحتاجون لنا فتلك الفجوة التي بيننا وبينكم بين القبول والرفض هي لاننا لم نسمع صوتاً لكم وان سمعنا سمعناه من مسؤول او مشرف قد يكون حديثه مغلفاً بالنظريات والمبادئ المثالية.
اليوم نحن سمعنا صوتكم وها نحن نلبي لكم ما تريدون في مد يد التعارف والتعاون بيننا وبينكم وقبولكم اخوة لنا واخوات لنا كما جاء بمعنى حديث الرسول عليه الصلاة والسلام :«المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».
في الختام اسمح لي يا اخ فيصل بأن اناديك اخي وأن افخر بك وبشجاعتك فهل يحق لاخت لديها أخ في مثل شجاعتك وارادتك القوية ان شاء الله في العيش وتحقيق اهدافك ان تطلب منه مزيداً من الاصرار بتحقيق آماله بعيداً عن التشاؤم..
فكم هو شعور رائع لأخت ترى اخاها محلقاً في سماء الابداع.
الجوهرة العزام - الرياض
|