Friday 5th december,200311390العددالجمعة 11 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وثيقة جنيف هل هي خطوة حقيقية لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟ وثيقة جنيف هل هي خطوة حقيقية لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟
الرئيس الأمريكي كارتر ل« الجزيرة »: السعودية لها دور بارز في خدمة السلام بالمنطقة وجهودها كبيرة في مكافحة الإرهاب

  * جنيف- عبدالله القاق - موفد الجزيرة الخاص:
عندما سألت ليخ فاليسا رئيس جمهورية بولندا السابق في جنيف في فندق شيراتون عما اذا كان يمكن ان يتعايش الفلسطينيون والإسرائيليون في ضوء سياسة التعنت الشارونية ضد الفلسطينيين ومواصلة اعمالها العدوانية وحصارها على الرئيس الفلسطيني والشعب الاعزل، قال ل«الجزيرة»: نعم يمكن التعايش ووضع نهاية لعقود من الصراع والمواجهات وذلك بالعزم والإرادة وكرامة الانسان وامن متبادل لتحقيق المصالح التاريخية خاصة وان هذه المبادرة ليست تعجيزا بل نحن في اطار عملية السلام في الشرق الاوسط التي بدأت في مدريد في شهر تشرين الاول 1991 واعلان المبادئ الصادرة في ايلول 1995 ومفاوضات الوضع الدائم في كامب ديفيد!
وعندما قلت له: كيف يمكن ان تكون المصالحة تاريخية مع استمرار القتل، اضاف: ان القتل سيجد نهاية وان الخطوة التي اعدها الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي تمهد مثل هذه الطريق واقامة علاقات طبيعية ليس بين الفلسطينيين والإسرائيليين بل بين الدول العربية وإسرائيل، فضلا عن تحقيق الهدف المتمثل في اقامة سلام اقليمي شامل بشكل يساهم في احلال الاستقرار والامن والتنمية والازدهار.
ومن جهته اعتبر الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر ان مبادرة جنيف تمثل خطوة متقدمة نحو تحقيق السلام الدائم والشامل وانهاء الارهاب في المنطقة.
وقال - كونك تمثل صحيفة سعودية فإنه يسرني ان اشيد بالعلاقات التي جمعتني مع القادة السعوديين ابان رئاستي للولايات المتحدة وقد كانت علاقاتي مع القادة السعوديين متميزه وجديرة بالتقدير لما يتسم به المسؤولون السعوديون من حكمة كبيرة في معالجة مختلف القضايا الراهنه بحكمة واقتدار بالغين وان القيادة السعودية حريصة على تحقيق السلام في المنطقة عبر المبادرات التي قدمت في مؤتمرات عربية ودولية فضلا عن دعمها للاجراءات الدولية لمكافحة الارهاب - واضاف الرئيس كارتر ل «الجزيرة»: اننا سعيدون لبلورة هذه الوثيقة بين شخصيات سياسية فلسطينية وإسرائيلية بغية ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية واقامة دولة فلسطينية الى جانب دولة إسرائيل يتعايش فيها الشعبان بحرية وسلام.
واضاف الرئيس كارتر: ان ما لمسناه من تأييد دولي وعربي تمثل في رسائل الدعم والمؤازرة لهذه الوثيقة الرامية الى وضع حد لعقود من الصراع والمواجهات وعزمهما على التعايش بسلام وكرامة وامن متبادل وتحقيق مصالحة تاريخية. مشيرا الى ان هذا السلام يتطلب حلولا وسطا قابلة للحياة بوجود دولتين على اساس قراري مجلس الامن 242 و338 فضلا عن ان هذه الاتفاقية تؤكد وجوب الاعتراف بحق الشعب اليهودي في دولته والاعتراف ايضا بحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته دون اي اجحاف بالحقوق لمواطني الطرفين.
وهذه الوثيقة التي اعلنت في جنيف يوم الاول من امس شهدت تأييدا كبيرا بارسال موفدين من كل من الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس الفرنسي شيراك ورئيس وزراء بريطانيا توني بلير، وكذلك الاتحاد الاوروبي ونلسون مانديلا وليخ فاليسا الذي ألقى خطابا مهما أمام المؤتمرين مشيدا بهذه الخطوة الفلسطينية الناجحة التي لا يمكن الا ان تكون بداية حقيقية لنهاية الصراع العربي- الإسرائيلي.
وقال ان الدول الاوروبية اكثر الدول كانت تصارعا واقتتالا، الا انها وفي النهاية توحدت اهدافها ومفاهيمها نحو دعم حقيقي لمستقبل افضل يسوده الوئام والتعاون وتوحيد المواقف حيال العديد من القضايا، وانني آمل ان يكون حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بداية حقيقية لانهاء الصراع العربي الإسرائيلي بشكل كامل لتعيش شعوب المنطقة سواء من الجانب العربي اوالإسرائيلي بحضور العديد من قادة المعارضة الإسرائيليين والنواب العرب الاعضاء في الكنيست الإسرائيلي ومن بينهم طلب الصانع والنائب مخولي بالاضافة الى الرئيس الإسرائيلي السابق بورغ وحاييم متسناع زعيم حزب العمل وشاحاك وغيرهم من القادة الإسرائيليين الذين رحبوا باعلان الوثيقة.
لقطات فلكلورية فلسطينية- إسرائيلية
وقد تخلل عرض الوثيقة لقطات فلكلورية فلسطينية وإسرائيلية وقصائد للشاعر الفلسطيني محمود درويش واغنية للفنانة الإسرائيلية زها فابن وعروض راقصة لطالبات إسرائيلية وفلسطينية، ودعوات من اسر فلسطينية واخرى إسرائيلية بالدعوة الى السلام الدائم والعادل في المنطقة بعيدا عن سياسة القتل والارهاب.
الكثير من الخطباء حملوا على شارون واعتبروه مسؤولا عن هذا الوضع المتدهور في المنطقة وخاصة كلمة السيد ياسر عبد ربه عضواللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي أكد فيها: ان شارون يتحمل هذا المأزق القائم في تنفيذ اتفاقية خريطة الطريق.. والتي تسهم في انهاء الخلافات الفلسطينية- الإسرائيلية. ولم ينس السيد عبد ربه توجيه التحية الى كل من الملك فهد بن عبد العزيز وسموولي العهد الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد والملك عبدالله الثاني وعاهل المغرب والرئيس التونسي والرئيس المصري وغيرهم من القادة والسياسيين الذين دعموا القضية الفلسطينية وقال في معرض حديثه: انني اود ان اوجه التحية والتقدير الى القيادة السعودية والملك عبدالله الثاني في دعمهما اللامحدود للقضية الفلسطينية ووقوفهما الى جانب القضية الفلسطينية ودعمه اللامحدود للفلسطينيين.
هذا وتوقع دبلوماسيون في جنيف ان تتبنى السلطة الفلسطينية هذه المبادرة اذا ما تبنتها اللجنة الرباعية والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.
واذا كانت هذه الوثيقة شهدت دعما كبيراً في جنيف عبر التظاهرة الإعلامية الكبيرة الا انها ما زالت موضع انتقاد شديد بالاراضي العربية المحتلة كونها تعارض حق عودة اللاجئين الفلسطينيين.
الباز
وقال السيد اسامة الباز مستشار الرئيس المصري الذي حضر احتفالات التوقيع على اعلان مبادرة جنيف ل«الجزيرة»: ان مصر تؤيد هذه المبادرة وترى انها مبادرة جيدة نحو احياء السلام في المنطقة، واضاف: ان هذه المبادرة ليست بديلا عن خريطة الطريق ولكنها تدعمها بصورة كبيرة بعد ان وجدت تعثرا كبيرا جراء المماطلات والتعنت الإسرائيلي الواضح لعدم تنفيذها من قبل الحكومة الإسرائيلية برئاسة شارون.
واضاف: انني اطالب بدعم عربي واوروبي كبير لهذه الخطة الطموحة والخلاقة التي تلقى صدى واهتماما كبيرين لدى الاوساط السياسية العربية والدولية.
وقال السيد الباز ان هذا التأييد العالمي لهذه المبادرة يجعلها خطوة ايجابية نحوتحقيق السلام العادل والشامل.
وقال ردا على سؤال ل«الجزيرة» حول استمرار فرض الحصار على الشعب الفلسطيني وكذلك الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات: ان هذه الحصارات والاغلاقات وسياسة القمع الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني من شأنها ان تزيد من تدهور الموقف وتحول دون تحقيق السلام خاصة وان سياسة شارون هي سياسة لا يمكن القبول بها لانها تتنافى مع مبادئ السلام والميثاق الدوليين.
واضاف ان التحركات الجارية حاليا ضرورية من اجل عرض مختلف التطورات السياسية الراهنة.
واضاف ان احلال السلام يتطلب عملا دؤوبا وجرأة من مختلف الاطراف لتحقيق السلام العادل. وانا ارى ان الجانب الفلسطيني يقوم بدوره على هذا الوجه غير ان إسرائيل هي الرافضة لكل المواثيق والمخططات الدولية الرامية إلى إحلال السلام.
وختم حديثه بقوله: انني اعتقد انه جراء المشكلات التي تواجه إسرائيل سياسيا واقتصاديا واجتماعيا قد يعجل باسقاط حكومة إسرائيل كما نلمس حاليا.
وقال السيد انيس القا ق سفير فلسطين في جنيف ل«الجزيرة» ان السلطة قد تتبنى مبادرة جنيف، ولكننا حتى الان لا نتبناها لانها لم تجر بين سلطتين رسميتين فلسطينية وإسرائيلية، لكننا سنتبناها في حال فعلت ذلك إسرائيل واللجنة الرباعية والولايات المتحدة الامريكية.
وقال السيد القاق: ان هذه المبادرة تتألف من خمسين صفحة وتعالج مجمل القضايا الرئيسية التي بدأت المحادثات بشأنها منذ ثلاث سنوات، وان القادة الفلسطينيين مطلعون عليها.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved