سؤال طبيعي لابد أن يأتي إلى الذهن لدى كل موظف: شخص يذهب إلى عمله اليومي المعتاد لكنه في الطريق إلى عمله يفقد الكثير من النشاط والرغبة في العمل، بل وقد يأتي إلى عمله وهو قد وقع في نقاش حاد أو عنيف مع غيره..
هذا الموظف كيف سيكون أداؤه الوظيفي؟
هل سيأتي إلى مكتبه نشيطا لديه الرغبة الكاملة في العمل وخدمة المراجعين أم أنه سيجعل أول وقت الدوام من أجل الراحة بعد رحلة شاقة إلى مقر عمله؟
أرجو (وأتمنى) يكون هذا هو الحال بقطاع عريض من المواطنين (والمقيمين) في العاصمة الغالية مدينة الرياض الذين يستغلون طريق خريص يوميا للقيام بأعمالهم ومناشطهم اليومية، وبخاصة عند الصباح من أجل الذهاب للعمل؟
طريق خريص وما أدراك ما هذا الطريق؟!
بداية من المستغرب أن يقع على ضفتي هذا الطريق الكثير من المرافق الحكومية ومباني القطاع الخاص ذات الثقل الكبير وتبقى مشكلة هذا الطريق يومية.
بدلاً من أن يكون هذا الطريق قد امتص الضغط على الحواري القريبة منه أصبح في ساعات الصباح الباكر مموِّلاً لهذه الحواري بالعشرات من السيارات التي تهرب من ضغط الطريق، وهذه الحواري فيها المدارس والمنازل وغير ذلك مما قد يكون سبباً في مشاكل إضافية فهل يعقل أو يُتصوَّر هذا؟
أنا أتحدَّث عن هذا الطريق في الأيام المعتادة وفي الظروف الطبيعية، أمَّا إذا كان هناك أمطار أو حادث سير فحدِّثْ ولا حَرَج!!
صِّدقوني إن بعضهم يقطع هذا الطريق الذي لا يتجاوز الثلاثين كيلاً عند حدوث أمطار أو حوادث سير في قرابة الساعتين!!
الذي يجعل المواطن يحتار أكثر هو أنَّ إمكانيات أجهزة المرور لدينا عالية ولا يُشَكُّ بها وقادرة على احتواء أي مشكلة مرورية، كما أن هذا الجهاز يحظى بالدعم الكامل المادي والمعنوي من المسؤولين، فلماذا هذه المعاناة اليومية؟!
أُكرِّر أمراً في غاية الغرابة وهو أن هذا الطريق يفتقد التنظيم الذي يعطي للطريق الانسيابية المطلوبة بل تجد سائقي السيارات هم من ينظِّمون (أو يصرفون) أنفسهم ولا تجد رجال المرور سوى عند بعض الاشارات أو عند أحد المفترقات وبيد أحدهم (دفتر القسائم!!)
ومهما قال إخواننا في جهاز المرور من أمور فإننا نطلب منهم الكثير وبخاصة أن هذا الطريق من أهم الطرق في الرياض، وهو القلب النابض لشرق الرياض.
|