رسائل المتذمرين
فهد الحوشاني

في ذلك المساء الذي سبق أول يوم من الدوام تقاطرت الرسائل «الجوالية» المتذمرة لتملأ ذاكرة أجهزة الجوالات، أغلب الرسائل تصرح بعدم الميل الى الذهاب الى العمل، البعض أخذ الموضوع وكأنه مجال للتندر مع الزملاء من أجل محاولة «العكننة» على من نسي أو تناسى ان غداً هو أول أيام العمل!! الغالبية كانت تظهر تذمراً عجيباً من العمل والعودة اليه. وحسب «مسح» عائلي كانت الموظفات أكثر ارسالا واستقبالا للرسائل من ذلك النوع، الوجه الآخر للصورة يبدو عجيبا فنحن في رحلة البحث عن العمل نقيم الدنيا ولا نقعدها نسعى بكل ما لدينا من نفوذ وواسطة فإذا ما أمسكنا «بتلابيب» الوظيفة تجدنا بعد فترة وقد سرى في دمنا وباء التذمر فهل ذلك مرجعه الى أننا غير معدين بشكل جيد «لوظائفنا» ولا نتمتع بلياقة كافية؟! أم ان أنظمتنا الوظيفية والادارية التي لا تشجع على التحفيز والتنافس والتي تطبق «المساواة» بين من يعمل ولا يعمل هي السبب مما يجعل الكثيرين يشعرون بالاحباط والملل!! بعض المنظرين وما أكثرهم هذه الأيام قال: ان تلك الرسائل هي من صناعة موظفين تجندهم شركة الاتصالات، عملهم صناعة رسائل لكل مناسبة ونحن نقوم بلا وعي بارسالها!! أنا لا أرى ذلك مقنعاً لأن الشركة مطمئنة الى انها تتعامل مع ذوي خبرة طويلة في مجال الاسراف والتبذير!! والشركة حسب رأيي تحتاج الى موظفين لتحصيل الأموال أكثر من حاجتها الى صانعي رسائل! الجانب السلبي لتلك الرسائل أنها تجعل التذمر و«بلا وعي» يستوطننا تجاه العمل الذي هو القيمة الحقيقية للانسان وهو عماد بناء الأمة.