يصاب بعض النساء الحوامل بنزف في الشهور الاخيرة من الحمل دون ان يتعرضن لأية مسببات خارجية لهذا النزف غير المتوقع الذي يحدث بنسبة اكبر لمن سبق لهن الولادة القيصرية.. وعند تشخيص الأسباب، يقال انه ارتكاز المشيمة المعيب، فماهي اسباب حدوث هذا الارتكاز المعيب ومضاعفاته؟
د. مونتسليو.. «اخصائية امراض النساء والولادة بمستشفى الحمادي بالرياض»، تجيب عن هذا التساؤل فتقول: النزف في الثلث الاخير من الحمل من الحالات التي لابد ان تعالج بشكل جدي حيث ان عملية التوليد بدورها عملا داميا.
ويحدث النزف في أواخر الحمل بصورة كبيرة نتيجة ارتكاز المشيمة المعيب الذي يعرف بتوضع المشيمة او ارتكاز المشيمة فوق الفوهة الباطنة لعنق الرحم او بالجزء السفلي من الرحم بدلا من ارتكازها في جسم الرحم.
وتقسم ارتكاز المشيمة المعيب الى 4 أقسام هي:
- توضع المشيمة بحيث ان الحافة السفلية لها لا تصل اى عنق الرحم.
- توضع الحافة السفلية للمشيمة بحيث تصل الى عنق الرحم من الداخل.
- جزء من المشيمة يغطي عنق الرحم.
- المشيمة تغطي عنق الرحم كليا.
ويعتمد تعيين درجة انزياح المشيمة على توسع عنق الرحمن وقت الفحص، فمثلا عندما يبدأ عنق الرحم بالتوسع يمكن ان يسبب انزياح المشيمة وتراجعها فمثلا عند ارتكاز المشيمة الكلي يحدث عند بدء توسع العنق انزياحا جزئيا لها لان عنق الرحم يتوسع خلف حافة المشيمة، وهذا على الرغم من ان الفحص الاصبعي قد يحرض حدوث نزف شديد كذلك عند توسع عنق الرحم قد يحدث نزفا بسبب انزياح المشيمة من مكان ارتكازها مما يؤدي الى نزف قد يودي بحياة الام والجنين الا ان نسبة حدوث الارتكاز المعيب عموما ضئيلة جدا بنسبة 1: 260 لكل حامل.
وعن اسباب هذا المرض تقول اخصائية النساء والولادة بمستشفى الحمادي ما زالت اسبابه غير معروفة حتى الآن ولكن ارتكاز المشيمة المعيب نجده اكثر عند الولادات، والمرأة المتقدمة بالحمل، وفي حالات وجود ولادة قيصرية سابقة، او وجود بعض الالتهابات او الضمور في بطانة الرحم او خلل في الاوعية الدموية التي تغذي بطانة الرحم، ونجدها بنسبة اكبر عند الحمل التوأمي بسبب كبر حجم المشيمة.. ومن اعراض ارتكاز المشيمة: النزف ويتراوح شدته من الخفيف الى الشديد وهو يتصف انه بدون آلام، ونجده مصاحبا لعدم نزول رأس الجنين او بعض المجيئات المعيبة.
وتعد الاشعة الصوتية وسيلة دقيقة في تشخيص درجة توضع المشيمة ودقتها بنسبة 90 - 95% وتقل درجة الدقة عند ارتكاز المشيمة الجانبي والخلفي اذا اجري التصوير قبل الاسبوع الـ30 من الحمل وذلك لان المشيمة يمكن ان تتراجع عند نمو الرحم طوليا، وهناك طريقة اخرى شائعة لتشخيص ارتكاز المشيمة المعيب وهي الفحص المهبلي وهذا يتم عند التأكد من نضج الجنين وفي غرفة العمليات وبعد ان يكون طبيب التخدير جاهزا والطاقم جاهزا لاجراء عملية قيصرية في حالة حدوث نزف غزير وهذه الطريقة لا تستعمل الا في حالات قليلة وهي الرغبة في الولادة الطبيعية وفي حال ارتكاز المشيمة الجزئي اما في الحالة التي تكون فيها المشيمة مرتكزة على العنق جزئيا او تغطي العنق كليا فالامن لسلامة الام والجنين هو اجراء عملية قيصرية في هذه الحالات.
|