نقص السمع هو آفة شائعة نسبياً عند الأطفال، ويتراوح عادة من خلل بسيط في السمع لا يكشف إلا باجراء فحص دقيق للسمع الى نقص شديد يؤثر على الكلام واللغة، وقد يكون نقص السمع حالة خلقية يولد معها الطفل أو مكتسبة خلال سنوات الطفولة وقد يكون من النوع التوصيلي «يتعلق بالأذن الخارجية والوسطى» أو من النوع العصبي المنشأ «يتعلق بالأذن الداخلية والعصب السمعي».
إن لحاسة السمع دورا بالغ الأهمية في تطور الكلام، واللغة وهي أيضا ضرورية لتطوير المهارات الاجتماعية عند الأطفال والتحصيل العلمي، وبما ان تطور اللغة الأساسي يتم بين الولادة والسنة الثالثة من العمر فإن من الأهمية بمكان اكتشاف نقص السمع والتداخل الباكر لعلاجه.
إن وجود بعض الاضطرابات قد ترشدنا باكراً الى وجود خلل في السمع عند الولدان مثل وجود قصة عائلية لنقص السمع، والاصابة بأمراض انتانية أثناء الحمل مثل الحصبة الألمانية والتوكسوبلازموز، والتشوهات الخلقية في الوجه والأذن الخارجية، ونقص وزن الولادة الى أقل من 1500غ، ونقص علامات أبغار عند الولادة، وارتفاع البيلروبين الشديد في فترة الوليد الذي احتاج الى تبديل دم، والتهوية الاصطناعية الطويلة الأمد، والتهاب السحايا «الحمى الشوكية» القيحي، والأدوية السامة للعصب السمعي مثل الأمينوغليكوريدات والمدرات، ووجود أي متلازمة يمكن أن تترافق مع نقص سمع عصبي أو توصيلي.
وللأهل أيضا دور مهم في ملاحظة اضطراب السمع عند الأطفال الرضع كالا يرتكس الرضيع للأصوات العالية في الأشهر الأربعة الأولى بعد الولادة أو لا يهدأ لسماع صوت الأم أو التوقف عن الرضاعة للحظات عند سماعه صوتاً.
ويحاول الرضيع في الشهر السادس من العمر أن يصدر أصواتا تحوي حرف الباء babbing، وكذلك يحاول ادارة وجهه الى جهة الصوت وبنهاية السنة الأولى من العمر يمكن للطفل أن يحدد مصدر الصوت أيا كان جهته، في عمر السنة والنصف يتبع التعليمات بدون اشارات توضيحية، وفي عمر السنتين يمكن له أن يشير الى أجزاء جسمه عندما يسأل.
إن أسباب نقص السمع يمكن أن يضاف لها أسباب أخرى عند تقدم الطفل في العمر مثل التهاب الأذن الوسطى المزمن أو المتكرر، التعرض المستمر للضجيج العالي، والتهاب السحايا القيحي وخاصة بالمكورات الرئوية والمستدعيات النزلية.
وفي كثير من الأحيان غالباً ما تكون الشكوى هي اضطراب في السلوك وعدم القدرة على التركيز في الصف وضعف في التحصيل العلمي.
لاشك ان فحص السمع يتم بطرق وفحوصات مختلفة تتناسب مع عمر الطفل واكتشاف اضطراب السمع وعلاجه الباكر بالطرق المناسبة سيؤدي الى خلق مناخ جديد لتطور ونمو الطفل في كافة المجالات.
( * ) اخصائية أولى أمراض الأطفال في مستشفى الحمادي بالرياض
البورد الأمريكي
|