Thursday 4th december,2003 11389العدد الخميس 10 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أطنان الشحوم واللحوم أطنان الشحوم واللحوم
آخر العلاج.. الجراحة!!

  الحياة العصرية بكل وسائل رفاهيتها المتعددة قدمت للبشر أنماطاً من (الراحة) التي أدت - عند البعض - إلى بروز مشكلات معاكسة، وأهمها السمنة التي يعاني منها ملايين البشر حول العالم، وما فتئ الأطباء يحذرون من شيوع السمنة بين الناس، وما تسببه من متاعب صحية، وتتعدد تلك التحذيرات والتوصيات بين البعد عن الطعام الدسم وممارسة الرياضة وغير ذلك.
ومن المواضع أن كل تلك (التحذيرات) ومختلف وصفات التنحيف تمثل صعوبة فائقة لدى بعض المصابين بمرض السمنة، الأمر الذي يستعدي تدخل (الجراحة التجميلية) من أجل وقف (استفحال تلك الأطنان من الشحوم واللحوم!
ومن الملاحظ أن الجراحة التجميلية قد تطورت تقنياتها في العقود الثلاثة الماضية، بحيث اضحت عمليات إزالة الشحوم رائجة وسهلة، وفي هذا الحوار يوضح لنا د. محمد حسان عجان الحديد استشاري جراحة التجميل بمستشفى الحمادي بالرياض العديد من محاسن وسلبيات تقنية مص الدهون.
ويشرح لنا د. محمد حسان معنى (مص الدهون) في البداية قائلاً: هو استئصال الطبقة العميقة من الدهون الموجودة تحت الجلد، وذلك بطريقتين:
1- الطريقة التقليدية: حيث تدخل قنيات بقياسات مختلفة من خلال شق جراحي صغير جداً بحدود (1-2سم) لا يسبب تشوهات بعد الجراحة عادة، هذه القنيات توصل إلى جهاز يولد نقصاً في الضغط مسبباً سحب الدهون غير المرغوب فيها خارج الجسم، وعندما تكون كمية الدهون المطلوب مصها قليلة كما في الرقبة وتحت الذقن مثلاً فيستعاض عن الجهاز بسرنغات (محاقن) عادية يسحبها الجراح ليولد النقص اللازم لمص الدهون.
2- إذابة ورشف الدهون بالأمواج فوق الصوتية: وتعتمد على إدخال مسابر تصدر موجات عالية الصدى تذيب الدهون، التي تمص بنفس الجهاز بحالتها السائلة.
* متى يمكن استخدام مص الدهون؟
1- إن الغرض الرئيس من مص الدهون هو تجميل (نحت) محيط الجسم وليس تخفيف الوزن، حيث يمكن للمريضة الحصول على كَفَل Cuntour (محيط) أنحف وأجمل وقد تحتاج المريضة لأكثر من جلسة.
2- ويمكن أيضاً استئصال الأورام (الكتل) الشحمية الكبيرة، إذ يتجنب المريض التعرض للجراحة التقليدية التي تسبب ندبة كبيرة وواضحة، وبعد استخدام هذه التقنية الحديثة يشفي المريض بسرعة أكثر واختلاطات أقل.
3- ويمكن استخدام هذه التقنية أيضاً بعد إجراء العمليات الترميمية التي تستخدم شرائح جلدية سميكة (مثلاً بعد زرع الأصابع المرضوضة في جلد البطن الذي هو أسمك من جلد اليد)، حيث يمكن لجراح التجميل أن يخفف من سماكة تلك الشرائح.
* وما الفرق بين عملية مص الدهون وعملية شد البطن (استئصال الدهون مع الجلد الفائض)؟
- إن ذلك الفرق يعتمد على ثلاثة عوامل:
1- درجة تراكم الدهون تحت الجلد (وهو أهم عامل).
2- مرونة الجلد: فكلما كان الجلد مرناً أصبح من الأفضل استخدام مص الدهون وكلما نقصت مرونة الجلد (ترهل الجلد) كلما ازدادت الحاجة إلى عملية شد البطن (استئصال الدهون مع الجلد المترهل).
3- رخاوة العضلات تحت النسيج الدهني: فلكما زادت رخاوة العضلات ازدادت الحاجة لعملية شد البطن.
* ماذا لو كانت درجة الرخاوة معتدلة مع تراكم محصور في منطقة واحدة؟
- عندها يمكن استخدام مص الدهون بالمشاركة مع عملية الشد (استئصال الجلد المترهل).
* ما أفضل المناطق المكتظة التي تستفيد من عملية مص الدهون؟
- البروزات الدهنية للسطح الخارجي والداخلي للفخذ.
2 - السطح الداخلي للركبتين.
3- الجلد المحيط بالحوض وجدار الوطن.
4- الوجه (وخاصة تحت الذقن وتليها الثنية الأنفية الوجنية ثم الخدان، وهنا يمكن إجراء المص تحت التخدير الموضعي).
* وما الذي يمنع من استخدام تقنية مص الدهون؟
- هناك عدة حالات تمنع استخدام تقنية مص الدهون وهي كالتالي:
1- إذا كان غرض المريضة من العملية مخالفاً لما ذكرناه، فلا تقبل المريضة التي تبغى تخفيف وزنها الفائض كله، إذ إنها تفقد كمية كبيرة من سوائل الجسم اللازمة لتغذية الدماغ والجسم.
2- ترهل الجلد الواضح، وذلك تحسباً لعدم انكماش الجلد المطلوب بعد انتهاء عملية مص الدهون.
وجود بعض الأمراض الجلدية في المنطقة المراد معالجتها، مثل وجود تفزرات وأخاديد في الجلد، أو توذم الجلد على شكل (قشرة البرتقالة) أو وجود دوالي.
3- وجود بعض الأمراض الباطنية (كالداء السكري، أو المرضى المعالجين بالستيرويئيدات الكورمتيزونات).
* ما هي محاسن هذه التقنية؟
1- تسمح بإزالة كميات كبيرة من الدهون عن طريق شق جلدي صغير لا يتجاوز السنتيمتر الواحد مما يجعل شفاءه بسيطاً وسريعاً ودون آثار واضحة، على عكس الاستئصال التقليدي للدهون.
2- تعالج الكتب والأورام الدهنية اللينة بسهولة ودون عقابيل، وشفاؤها سريع.
3- يمكن تطبيق هذه التقنية تحت التخدير الموضعي، مما يسرع الشفاء ويجنب مخاطر التخدير العام ويقلل من الحاجة للمسكنات القوية بعد الجراحة، وكذلك يقلل من كمية النزف الناجمة عن الجراحة التقليدية.
* ولكن ما هي مساوئ ومضاعفات هذه التقنية؟
1- المضاعفات بسيطة وأقل إزعاجاً من الجراحة التقليدية، وتتراوح هذه المضاعفات بين النزف والصدمة الدورانية وخمج الجرح (كل ذلك بشكل أقل من الجراحة التقليدية لحسن الحظ).
2- المضاعفات الأهم هي ذات طبيعة تجميلية بحتة يمكن حلها بإجراء جلسة ثانية أقصر، فبعض المرضى (20%) يشكو من عدم كفاية الدهون المتسأصلة وذلك بسبب عدم تفهمهم لخطة العمل قبل إجرائه، وتحل هذه المشكلة بتكرار العمل دون مخاطر على المريض، خاصة عند اعتماد التخدير الموضعي، أما حدوث الألم والورم الدموي والخمج الموضعي فيقارب ال(1%) فقط.
3- المضاعفات الجراحية هي:
نقص الحس في منطقة العملية الذي غالباً ما يتحسن ويشفى بعد فترة، أما الوذمة المائية (المصلية) فتحدث في 1% من الحالات، أما حدوث الكدمات (الازرقاق في الجلد) فهو أمر طبيعي بعد الجراحة ويشفي بعد فترة حسب طبيعة جسم المريض ووظائف دمه.
* هل كل المرضى معرضون لحدوث هذه المضاعفات؟
- لا، إذ تزداد نسبة حدوث المضاعفات عندما يغض الجراح النظر عن الشروط التي ذكرناها أعلاه، فتحدث مثلاً عند إجراء العملية على مريض مصاب بالسكري أو مصاب بالدوالي دون تحضيره قبل العملية.
* هل يمكن أن تعود الدهون المستأصلة؟
- ما استؤصل فقط ذهب إلى غير رجعة، أما في بعض المرضى فقد يعود تراكم نسيج دهني آخر، وذلك يعود غالباً إلى سوء اختيار المرضى، ومكان المص اللازم، فمص دهون البطن دون اتباع حمية (رجيم) بعدها سيجعل احتمال تراكم دهون جديدة في البطن (في ثلث المرضى)، لذا نعود إلى ما ذكرناه ونركز على أهمية تطبيق الشروط في اختيار المرضى المؤهلين لهذه التقنية والأمكنة التي يمكن معالجتها من الجسم.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved