من خلال متابعتي المستمرة لما يكتب ويطرح من كلمات مضيئة وأطروحات رائعة حول أهمية الأمن في بلاد الأمن «المملكة العربية السعودية» أحببت أن أشارك زملائي رجال الأمن بمختلف مواقعهم حول هذا المبدأ العظيم والأساس المتين فأقول إن الأمن هو اللبنة الأساسية التي ترتكز عليها أي دولة حديثة النشأة وبقدر قوتها الأمنية تحقق مشروعات النجاح المختلفة.
عزيزي القارئ: إن الأمن مفهوم واسع وعظيم ذكره الله تعالى في كتابه العزيز وأمتن به على قريش في مكة فقال عزَّ وجلَّ {$ّآمّنّهٍم مٌَنً خّوًفُ} حيث ان قريش كانت تسير قوافلها بين اليمن والشام ذهاباً وإياباً لا تخاف لصاً أو قاطعاً فبنت حضارة عظيمة أكسبتها قيمة اجتماعية عند الحضارات المعاصرة لها فكانت تخافها وتقدر لها كيانها والتاريخ مليء بذلك فعلينا الاستقراء.
عزيزي المواطن: كلنا رجال للأمن، كلنا جنود للوطن، كلنا حراس للعقيدة بالتعاون والاتفاق والتناصح والترابط نحقق البناء الشامخ والأمن الحقيقي، كلنا نعيش في أرض المملكة وتحت سمائها نتأثر بهوائها ونشرب من مائها وواجبنا تحقيق الأمن مهما كلفنا ذلك من تضحيات فنحن لا نعيش لأنفسنا فقط، بل نعيش لندافع عن العقيدة الصحيحة والبناء الشامخ الذي أمضى فيه الآباء والأجداد الوقت الطويل فخلفناهم حملة ورجال أمن فمن الغبن والخيانة أن يقوض البناء ونحن أحياء.
عزيزي القارئ: كل إنسان مسلم يعيش على هذه الأرض الغالية والوطن المعطاء يتعين عليه أن يكون عيناً ساهرة وإذناً مصغية وقلباً واعياً في كل لحظة للمحافظة على هذا الوطن الذي تطبق فيه الشريعة وتقام فيه العدالة ويدعى فيه إلى الله تعالى بالأسلوب الحسن والكلمة الطيبة، هذا الوطن الذي احتضن أطهر البقاع وضم بين جنباته أفضل المقدسات فمنه انطلقت الرسالات ومنه نبع نور الإسلام وإليه تتجه القلوب والأبدان في أعظم شعيرة وهي الصلاة، هذا الوطن الذي يحزنه مآسي الأمة فهو كالطبيب المتنقل بين عياداته يضمد هذا ويفحص هذا ويعالج هذا ويطمئن هذا، والعالم يعترف بهذه الحقيقة ولا ينكرها والعراق وفلسطين خير مثال شاهد، فالحمد لله الذي أكرمنا لنعيش في بقاع طاهرة وتحت أمن وارف، فهل نشد عضدنا بعضدكم ونحقق الأمن ونسعى لاستمراره أرجو ذلك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
خالد المشوح
القصيم - بريدة - البصيرية
|