اثر نشر إحدى مشاركاتي في العزيزة حقيقة دلفت رسالة بريدية إلى بريدي الالكتروني وكنت حينها أجهل كنه هذه الرسالة ومصدرها غير ان فحوى رسالته ومن أسلوب كاتبها كشف لي مسمى اضمرته في نفسي انه أحد الأقلام الواعدة منذ زمن وممن لهم صولات وجولات عبر العزيزة. والتي كنت أحلم معهم بتوءمة السير في خطى متوازية عبر العزيزة ولا عجب فهو من فرسان العزيزة القدماء الذين مازلنا ننادي بعودته إلى عرينه ومصدر توهجه وإبداعه هذا ما أفرزته توقعاتي وشاركت فيها البداهة ملهما بعد الله. ذلك الكاتب الذي قبل ان أدق إسفين المحبة في العزيزة كان يحمل متابعين كثراً وكنت أصفق له إعجاباً.. وانتظر فرصة عودته.. لايماني العميق بجدية طرحه وبأنه لا يلقي الكلام على عواهنه.. بل يضع الكلمات تحت المجهر قبل ان يزج بأحرفه عبر عزيزتنا.. ولعلي أدركت جزءاً من إطلالته ثم ما لبث.. أن توارى عن الانظار.. وما كنت لاعلم ان مرد هذا الانقطاع.. هو ردة فعل غريبة.. من مصدر توهجه الجزيرة... عموماً.
إذا كان هو فعلا من أعني وله أقول.. أهلا بقلمك.. عبر صندوق بريدي.. وعلى أمل عودتك.. إلى مدينتك العزيزة ولتقارع كتاب الرأي والعزيزة.
فما ان أعود بذاكرتي إلى الوراء قليلا ولمن غاب عن دوحتنا الغناء الا ويقفز اسمك ضمن الكتاب المبدعين بحق.. ولك نصيب الإشارة والإيماء مما كتبته في مقالتي السابقة..!!
وإلى الآن لا أعلم بالضبط ما الذي اصمتك عن الخطاب وأصابك بعي الكلام.. غير ان أحرف عزيزتي أبت إلا ان تستنطق قلمك.. وهذا أمر يفرحني بحق.
** عموماً أشكرك بحق على رسالتك وعلى مشاعرك النبيلة تجاه ما كتبته في العزيزة.
الشكر أفضل ما حاولت ملتمسا
به الزيادة عند الله والناسِ.
فمن فحوى رسالتك اكتويت والله بمعاناتك أيما اكتواء.. حتى صار لسيل حرفك.. كل احتواء!!
أي أخي لا أخالك بذلك الكاتب اليائس.. أفلم ترضع لبن الصبر منذ ولادة قلمك.؟ ولولا أنك لم تصبر لما دخلت أبواب الجزيرة ذلك ان من يكتب في الجزيرة لابد وأنه قد ذاق مرارة الهجران والتجاهل منذ البداية.. حتى تثبت مع الأيام كلمته.. ويفرض أمام الأعيان صيته!! ويزداد عدد محبيه ولكن الذي أعلمه من خلال اطلاعي على مشاركاتك السابقة أنك أقوى من ذلك بكثير.. ومازلت أثق وأؤكد على ما كتبته عنك أنت!! ولكن فاصلة القول ان تصبر.. مهما قوبلت بالتجاهل أفلم تسمع بقول الشاعر:
ولم أر مثل الشكر جنة فارس..
ولا مثل حسن الصبر جنة لابس
** إنني والله أكبر ما كتبته من كلمات.. وأضعه موضع الاستحسان.. لا موضع الاستهجان.. ومازلت استجدي من حرفك الاستبيان!! غير ان ما فهمته هو ما طرقك من مبالاة الجزيرة وتجاهلها والتي اصمها والله بالخسارة.. لأن نخسر قلماً كقلمك.. كلماتك هذه..!! والله قد جلبت لي الحزن والأسف حتى سلبت معاناتك من أحرفي الدر والصدف!! بحق أحاول التنصل والانتضاح من عباراتي الرنانة علِّي اضع الفكرة والرأي على صفيح هادئ وبها تتضح معالم الفكرة نوعا ما.. ولكن هيهات فمازال صدى معاناتك يرن.. في أعماق مخيلتي.. واصداؤها تستبيح فضاء وسماء قلبي.. فوالله ان معاناتك تستنهلني - تتوه بي- إلى كل صوت.. ولقد تركتني كلماتك.. للهموم عرضا.. أي أخي: أدرك انها لحظات حزن مؤقتة.. وأجزم انه في داخلك ماتزال العيون سامية.. والقلوب ساهية..
** أخي.. معاناتك لامست شغاف قلبي.. واعتلج بها فؤادي.. ذلك أني خفت منها وعشت معها بأوجال..!! وعلمت مثلك سابقاً ان موضع الاهتمام بي لم يجر منهم على بال!! ولكني مازلت صابرا مكافحاً.. حتى أنال ما أرجوه.. لأن هناك طموحاً ما ينتظرني .. ومتى ما فكرت بذلك أنا وأنت حققنا ما نريد.. أما ان نقتل آمالنا وطموحاتنا.. ونئدها تحت رحمة.. أناس لم يقدروا همسنا.. ولم يضعوا اعتباراً.. لأمسنا معهم من الصحف الأخرى عدا الجزيرة.. فهذا والله بداية النهاية لمسلسل بزوغ موهبة ابدعت ونجحت بعد ان قطعت مشواراً كبيرا.. نحو تحقيق أمجادها..!!
كتبت لصفحة المحليات كثيراً وقوبلت بتجاهل.. بعض الأخبار غير أني صابر.. وأعلم وتعلم ان نكران الجميل أشد وقعا من سيف القادر!!
ولكن ألا تعلم بأن الجزيرة بصفحتها العزيزة فتحت الدروب أمام أقلام كثيرة.. فتقت موهبتها العزيزة ولكن هل نرضى بأن تكون نتيجتنا الحتمية.. هي أن ندس انوفنا بالتراب.. لمجرد عدم التفاتة.. إنني مازلت للمحليات.. أطالب.. وأطالب بأن ينظروا ويلتفتوا إلينا «ولو بعين واحدة» ومازلت أجد العناية والرعاية من العزيزة والرأي فقط.. ولكنه الصبر.. الصبر.. ذلك ان حيلة من لاحيلة له الصبر!!
ألم تسمع بقول الإمام علي رضي الله عنه:
«الصبر طريق كله أشواك، ان عبرته حققت كل ما تهدف إليه.. اعلموا ان الصبر بمنزلة الرأس من الجسد، إذا فارق الرأس الجسد فسد الجسد وإذا فارق الصبر الأمور فسدت الأمور».
أدرك ان الصبر نبات مر وقد جربته.. ولكن الذي أعلمه ان ثماره حلوة.. واعلم في النهاية ان حلاوة الظفر تمحو مرارة الصبر.. فيا أخي كن مع الدهر كمن يقول:
فبات يريني الدهر كيف اعتداؤه
وبتُّ أريه الصبر كيف يكونُ
وهذا نداء خاص للعزيزة.. ان تحدث تميزاً جديداً يحفز الكتاب القدماء المبدعين على العودة.. وأن تمنح لهم الضوء الأخضر ولكل مبدع أن يحجز مقعده.. من زوايا الجزيرة إذا كان يستحق ذلك.. حتى لانفقد كتابنا.. لمجرد التجاهل وان تسعى لترشيح أفضل مقال أو تعقيب يطرح في الجزيرة والذي نادنا به مراراً وتكراراً ونادى به الأخ عبدالله المكاوني في عدد الجزيرة (11370) ليوم السبت 20/9/1424هـ.
عموماً اعتذر عن الإطالة ولكنها اللحظات التي أباحت لي أن أشكر صاحب البريد الالكتروني على كلمته ودعتني لأن أحيي فيه جرأته الأدبية.. وشفافيته الخالصة في الحديث لثقته في حرفي.. وكلمتي.. وهذا حرفي يختتم رسالته قائلاً له ولكل من هجر العزيزة.. بأن واصل وعد إلى عرينك (العزيزة) فنحن بانتظارك..!!
فاصلة: إنني انتظر الرد من الأخ عبر صفحات العزيزة.. ترى هل يعود ويكتب لنا من جديد..؟
سليمان بن ناصر عبدالله العقيلي
معلم بمتوسطة صقلية/ المذنب
|