Thursday 4th december,2003 11389العدد الخميس 10 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في الاقتصاد في الاقتصاد
احتياجات السوق
د. سامي الغمري

هناك تحولات كبيرة تجتاح المؤسسات الاقتصادية عالمياً. وتبلغ هذه التحولات أحياناً إلى حد التحول من الشيء إلى نقيضه تماماً لشدة المنافسة بينها أو بهدف زيادة إنتاجية العاملين والارباح. وقد غيرت هذه التحولات بالتالي نظم الحوافز وطرق العمل وأساليب التخطيط فيها، لما صحبته من سرعة ومرونة في اتخاذ قرارات التغير والتحول. وفي عصر السرعة وفي أسواق تتغير باستمرار، ومع تغيرات وصناعات لا تخضع لقواعد التوقعات المستقبلية نتساءل: ماذا يمكن لدور المال والمؤسسات الاقتصادية المحلية والتي تنشد البقاء وتتطلع إلى تحقيق أرباح مستمرة ان تفعله حتى يتم لها متابعة ومواكبة الجديد، وحتى تصل أيضاً إلى المعلومات اللازمة للتحديث في الوقت المناسب؟ وهل يكفي مثلا تقديم أفضل الخدمات للعملاء لديها والاهتمام بحاجاتهم؟ أم ان الجودة في المنتجات الصناعية هو الحل الأفضل والبديل المتوفر للبقاء في السوق رغم كل المنافسات وكل التحديات والتغيرات التي يمليها عليهم السوق. الإجابة هي: لا. إذ آن الأوان لبعض من المؤسسات والشركات الاقتصادية المحلية ان تتخلص من النظم الانتاجية والإدارية العتيقة التقليدية المطبقة فيها، بحيث تصبح أكثر مرونة وحركة عبر اتصالات وعلاقات متشابكة مع الآخرين. فمرونة إعادة الهيكلة من جديد وطبقاً لاحتياجات ومتطلبات السوق هي التي سوف تكتب للمؤسسة البقاء في عولمة اليوم. وفي عالم كهذا فإننا قد نحتاج إلى القليل من الإداريين، ونحتاج إلى الكثير من المعرفة والمهارات البشرية والتدريب والعلاقات، وأول من يدرك ضرورة تعديل وإعادة هيكلة أساليب الإنتاج، ومواجهة التغيرات السريعة فإن احتمالية بقائه تكون أكبر. ومن السهل إجراء التغير في المؤسسات الاقتصادية حديثة المنشأة حيث تكون فرص الكسب والخسارة فيها متساوية، فتكون مقاومة التغير أقل، أما المؤسسات الاقتصادية المعمرة، وإن كانت تحتاج إلى التغير أكثر من غيرها، فإن التغير فيها يكون مؤلماً، وغالباً ما تقاوم التغير أكثر من حديثة النشأة. لذا ينصح عند بدء التغير في المؤسسات الاقتصادية القديمة ان يكون محدوداً وتدريجياً. ولكي يكون التغير ذا قيمة، ينبغي له ان يكون مستمراً ومنتظماً ومتطوراً. والحقيقة ان معظم المؤسسات الاقتصادية تحجم عن التغير لأنهم يخافون ان يكون مؤقتاً، ولذلك فهو لا يستحق عندهم المعاناة أو المحاولة طالما أنه اتصف بهذه الصفات المؤقتة. ولكن هذه الرؤية بعيدة عن الواقع المطلوب، فلابد من مواكبة المستجدات العالمية، وإحداث تحولات جوهرية لا تعرف التراخي في كل الأساليب القديمة حتى لا تتسع الهوة التقنية والتسويقية بين دول الشمال ودول الجنوب.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved