Thursday 4th december,2003 11389العدد الخميس 10 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
إرهاب المعلومات
جاسر عبدالعزيز الجاسر

تصدر السفارات الغربية وبخاصة سفارات الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وأستراليا، بين الحين والآخر تحذيرات لمواطنيها المقيمين في دول أجنبية لتنبيههم من هجمات ارهابية.
هذه التحذيرات لم تقتصر على تنبيه الغربيين وبصورة خاصة في المملكة العربية السعودية، بل هناك تحذيرات موجهة الى الغربيين المقيمين في السعودية وتركيا والسودان والمغرب والجزائر وكينيا وجنوب افريقيا وتنزانيا ولبنان وسورية وإندونيسيا وتايلند وكوريا والقائمة تطول وتتجاوز أعداد الدول فيها ما رُصد في قائمة الدول الثماني عشرة التي تعرضت لهجمات إرهابية والواقع أنه في ظل تزايد النشاط الارهابي وتكاثر الهجمات الارهابية فإن المنطق يقول ان كل دولة أصبحت هدفاً للإرهاب وآخر الدول التي وجهت لها «القاعدة» تهديداً هي اليابان، فهل حذرت أمريكا مثلاً جنودها ومواطنيها هناك وطالبتهم بالحذر؟
والأمر يكون يقتلون يومياً في العراق وأفغانستان وغيرهم، يقتلون في عمليات إرهابية، وهو ما يؤكد أن خارطة الارهاب تضم العديد من الدول والمناطق ولم تعد دولة بمنأى عن هذا الوباء وأمريكا أصيبت في عقر دارها وكذا بريطانيا وفرنسا وألمانيا وغيرها من الدول التي كان للدول العربية والاسلامية نصيب منها، فالمملكة العربية السعودية من أوائل الدول التي استهدفها الارهابيون خدمة لأهداف لم تعد خافية على أحد.
ولذا، ولأن الجميع مستهدف وكل الدول على قائمة الجماعات الارهابية، فقد أصبح محتماً على الجميع التعاون بصدق لمحاربة وباء الارهاب والقضاء عليه، وليس اتخاذ حرب مكافحة الارهاب وسيلة وهدفاً لخدمة مصالح دول معينة كالذي تحاول بعض الدول القيام به، فقد لوحظ من خلال بيانات التحذير أن هذه الدول تستغل المعلومات التي تحصل عليها أجهزة الامن في الدول المستهدفة من قبل الارهابيين، وتبلغها للدول الأخرى وفق آلية تبادل المعلومات لمكافحة الارهاب، فتنتقي ما يخدم أهدافاً معينة وتعلنه محذرة رعاياها في حين أن أهداف الارهابيين تطال الجميع ولا تفرِّق بين جنسية وأخرى فكما لاحظنا في تفجيرات اشبيلية وغرناطة والمحيّا أن معظم الضحايا من السعوديين والعرب وأن نسبة القتلى الغربيين والامريكيين هي النسبة الأقل وبدلا من أن تبلغ السفارات الأمريكية والبريطانية ما عندهم من معلومات لأجهزة الأمن في الدول المستهدفة من قبل الارهابيين وفق آليات تبادل المعلومات فإنها تلجأ الى تعميم ما تحصل عليه من معلومات من اجهزة الأمن والتحقيقات في الدول المستهدفة في كل تحذيرات لمواطنيها كالتحذير الأخير الذي أطلقته سفارة الولايات المتحدة الأمريكية التي بنت تحذيرها الأخير على ما وُجد من مخططات لمجمع سدر السكني لدى الارهابيين عند إفشال إحدى العمليات الارهابية.
هذا التصرف يطرح العديد من التساؤلات ومنها مدى سريّة المعلومات التي تحصل الدول الأخرى التي تذيعها دون أي اهتمام بما تثيره مثل هذه التحذيرات من قلق بين المواطنين وأوساط المقيمين كما يؤثر التحذير على سير التحقيقات ويربك الاجراءات الامنية ويثير أجواء غير مريحة للنشاطات الاقتصادية والاجتماعية.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved