سمعت من الكثيرين - ولم أر ذلك - ان أهل بلدة المفيجر قد قاموا بعمل يشكرون عليه، وهو انهم قد جددوا البيوت القديمة في قريتهم، وكأنها هي القديمة أيام كان أهلها يستعملونها، وأصبحت تلك القرية أكثر جمالاً من ذي قبل، ومثل هذا التفكير المتقدم هو ثمرة جهد رجال من تلك البلدة الجميلة التي تقع جنوب الرياض بحوالي 200 كم - على ما أظن - المهم ان القرية القديمة المبنية من الطين بشوارعها وأزقتها القديمة وآبارها صارت كأنها جديدة أو كأنها لم تتهدم، ومثل هذا الجهد والتفكير يشكرون عليه، ويعتبر خدمة للسياحة.
وقد سمعت من أكثر من واحد ان الشيخ ابن حمدان - رحمه الله - قد اقترح حينما بدأ أهل الرياض في بناء بيوت من الاسمنت بدلاً من بيوتهم الطينية، قد اقترح ان تبقى تلك البيوت الطينية كما هي، ويخرج الناس في مخططات جديدة، لتكون تلك البيوت آثاراً فيما بعد.
اما أشيقر القديمة فهي لا زالت كما هي إلا من بعض الشوارع المسفلتة التي تمخر أشيقر القديمة، وقد تجولت فيها منذ مدة، لكن بدأ أغلبها يتصدع وينهار، وتمنيت أن يقوم أهلها بترميمها لتكون أجمل بلدة قديمة كما عرفناها، خاصة وأن أشيقر لها تصاميم خاصة ومغرية للسائح أن يلتقط صوراً تذكارية لها، وقد طرحت فكرة احيائها على محافظها الأستاذ أبي عصام ذات يوم، فأبدى تحمسا للفكرة التي لم تبدأ إلى الآن في الظهور، المهم ان أهل أشيقر لديهم مبان لا زالت صامدة فيجب تدارك ما بقي منها، وهم قادرون مادياً أيضاً.
وكنت قبل سبع سنوات قد دخلت الجريفة القديمة «إحدى قرى الوشم»، فأغراني شكل القرية الملموم، وترتيب الأبواب المنقوشة وأدوات جلب الماء من البئر، وزرتها قبل ستة أشهر فاذا سقوفها مأخوذة وكذا أبوابها المنقوشة وكل ما في القرية الصغيرة قد اختفى، وهنا أصبت بفاجعة الزمن والتكاسل من أهلها الذين لا زالوا فيها.
كثيرة هي الأماكن القديمة التي تعتبر مكسباً سياحياً ومعلماً من معالم السياحة، لكن مادة الطين لا تصمد كثيراً أمام الزمن، ولم تنتبه أو تنبّه لها الجهات المسؤولة عن الآثار أو السياحة، وإلا لبقيت إلى الآن. أضع هذا الرأي أمام المهتمين بشؤون السياحة، وقد يكون لديهم جدول وبيان للقرى التي لا زالت على شكلها القديم، كما أرجو أن يكون هناك اتصال بينهم وبين المواطنين ولو عن طريق نشر رقم الهاتف أو الفاكس لطرح الآراء وتقبل الاقتراحات.. وفق الله الجميع.
فاكس 2372911
|