قال خالد المالك في عدد الثلاثاء الماضى.. عند تناوله موضوع المستوى «الكروي» على ضوء نتائج فرقنا مع فريق «أهلي دبي»..
«لم نعد مع الأسف نشعر بتطور لعبة كرة القدم، ولاسيما حين نلعب مع الفرق أو المنتخبات الأجنبية، ولهذا أسباب لعل أهمها وأبرزها، أن الأندية لا تعطي للمباريات التي تلعبها مع الفرق الأجنبية من الحماس ما تعطيه للمباريات سواء بالدوري العام أو المباريات التي تتم ودياً فيما بينها.. وحين ينعدم الحماس تذوب المستويات تلقائياً، ولا يقدم الفريق إلا المستوى الهزيل وغير المشرف».
وفي اليوم نفسه تناول لموضوع تركي السديري في عدد جريدة الرياض رقم 1773 فقال:
«حين نلعب مع بعضنا.. فيتقابل الهلال والنصر مثلا يلعب حمى التنافس دوره.. نتطلع الى النتيجة بأي ثمن متجاهلين مستوى المباراة نفسه ونقول ان المكسب حققه المدرب».
الى ان قال «لكن حين نقابل فريقا من خارج بلادنا - من أي بلد - يلعب بعيداً عن المؤثرات التي لها ضغوط على مستوياتنا تنكشف حقيقة مستوى لاعبينا».
وعلى هذا أحب من جانبي أن أبين ما يلي:
أولاً: أنه ليس من المنطق في شيء تحميل مسؤولية الأخطاء الحاصلة، والتي تسببت في تردي المستوى العام لكرة القدم، الى جهات ثلاث دفعة واحدة، وهي الادارة، المدرب، واللاعب لأن اتهام المدرب بالتقصير وهو الحاصل فعلا، يعفي اللاعب من هذه التهمة.. وكذلك إذا كنا نتهم اللاعب بالتقصير، علينا ألا نتعرض للمدرب وبنفس الحجم، أما الادارات فهي في كلا الحالين تأخذ قسطها من المسؤولية على اعتبار انها «شوكة» بين «كفتين».
ثانياً: أنه ليس لعامل الحماس أي دور في لقاءات أنديتنا مع الفرق الأجنبية الزائرة، وإنما هناك شيء آخر، لم يتعرض أحد لذكره وهو.. أن كرة القدم الحديثة صراع بين محاولات، والمحاولات، كما تعلمون تختلف، فهناك «محاولة» عن ألف محاولة، وهذه المحاولات تكون في اطار «الخطة» و«التكتيك» وبعد المحاولات تكون الغلبة، ويكون التفوق - في اللعبة - لصالح من تكون «خطته» و«تكتيكه» على مستوى عال.. من حيث الشرح النظري في الملعب وصالات الأندية الى مباشرة التطبيق أثناء التمارين الشديدة في الملعب، أو التمارين الخفيفة داخل سور النادي.
ثالثاً: لقد شاهدت من مباريات فريق دبي مباراته مع نادي الهلال.. وأنكر وجود أي استهتار من جانب لاعبي الهلال بدليل ان هدفي «دبي» دخلا مرمى الهلال مبكراً. وكان فيه مجال - لو كانت «خطة» الهلال و«تكتيكه» أسلم من «خطة» دبي وتكتيكه - لهزيمته هزيمة شنيعة، لأن محاولات الهلاليين في غزو مرمى دبي أكثر بكثير من محاولات أفراد فريق دبي، وأعتقد أن الهلال حين هزم اليمامة 6/1 لم يبذل أفراده نصف المجهود الذي بذلوه مع فريق دبي بعد دخول الهدفين في الدقائق العشر الأولى من الشوط الأول..
رابعاً: اللاعب السعودي صاحب مجهود ومحاولات يجب ألا ننكرها.. فقط.. ينقصه الصقل كخامة لم تلق اليد صاحبة الخبرة في الصقل والاخراج بعد.وأخيراً، أحب أن أقول إن كرة القدم من المسائل الأكثر حساسية، لذا يجب علينا قبل تناول أي موضوع فيها أن نخلص أنفسنا أولا من أجواء التأثر حتى لا نندفع وتعود أقدامنا فيما بعد تتحسس موقع «الفرملة».
فاروق بن زيمة
|