معروف ان سرقة السيارات اضحت شائعة جدا في الدول الصناعية وفي المدن الكبيرة خاصة.
وهذه حادثة غريبة مدهشة وقعت بباريس ونظرت فيها المحكمة: بينما كان أحد اصحاب السيارات في صالة سينما اذ سرقت سيارته من الشارع، فلما خرج لم يجد سيارته تقدم بشكوى الى الشرطة حسب المعتاد في مثل هذه الاحوال.
لكن السارق لم يترك سيارته في هذه الاثناء في مكان غير أمين بل ذهب بها الى مكان رسمي مختص بحراسة السيارات مقابل اجرة معلومة.ولما مكثت السيارة بضعة ايام في ذلك المكان ولم يرجع صاحبها أعلمت شركة الحراسة مخفر الشرطة بالامر. ولكن الشرطة لم تتمكن من الاتصال بصاحب السيارة الحقيقي إلا بعد انقضاء شهر، فذهب مسرورا لكي يسترجع سيارته.ولكن سرعان ما انقلب فرحة الى حزن ودهشة عندما دفع اليه الموظف (فاتورة) بمبلغ الف فرنك فرنسي وقال له انه لا بد له من تسديد هذا المبلغ بمثابة اجرة الحراسة لمدة شهر، فعاد الى مخفر الشرطة وقص حكايته المبكية والمضحكة معاً فقد سرقت سيارته وفضلاً عن ذلك ينبغي له ان يخسر الف فرنك قبل أن يسترجعها!..
فأقام دعوى على شركة حراسة السيارات وادعى فيها انه لا صلة بينه وبين السارق وانه على الشركة ملاحقة السارق (اذا وجدته).وتبعت المحكمة هذا الرأي اذ حكمت على الشركة برد السيارة الى صاحبها وبدفع نفقات الدعوى ايضا، علما انه يجوز لها ان تلاحق السارق مدة ثلاثين سنة، فان مهلة التقادم اي المهلة التي لا تسمع الدعوى بعدها، قد حددها القانون الفرنسي في مثل هذه الاحوال، بثلاثين سنة.
|