Wednesday 3rd december,2003 11388العدد الاربعاء 9 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

15/11/1390هـ الموافق 12/1/1971م العدد 327 15/11/1390هـ الموافق 12/1/1971م العدد 327
موكب الحياة خمسة أيام في ماليزيا
عثمان الصالح الصوينع

كنت قد اعددت كلمة متواضعة، دونت فيها بعض ملاحظاتي وانطباعاتي وشكري للأستاذ عبدالعزيز الرفاعي مؤلف كتاب (خمسة ايام في ماليزيا) ولكن قبل أن ادفع بالكلمة لتأخذ طريقها الى النشر فوجئت بالمقال المطول الذي نشرته جريدة الدعوة في عددها الماضي الصادر في يوم الثلاثاء الموافق 7/11/90 بقلم الكاتب الكبير الدكتور محمد عبدالمنعم جفاجي عن الموضوع نفسه، ولما قرأتها تذكرت المثل (قطعت جهيزة صوت كل خطيب) فأسقط في يدي وتحققت ان القوس اعطيت لباريها وصار ما كتبته بعد ما سطره هذا الكاتب القدير شيئا غير ذي بال فعدت أدراجي ونقضت غزلي بعد قوة انكاث والغريب في الامر ان قضية توارد الخواطر التي كان يرددها النقاد منذ اقدم العصور ولا اقطع بها وقعت فيها تماما مع ان حديثا كهذا لم يجر بيننا من قبل وان كان اللقاء، ولكن قد لا يكون في الامر غرابة اذا كان هذا الكاتب المشهور هو الاستاذ والموجه، فقد استوفى الدكتور ما كنت ادور حوله في كلمتي وما بقى او ما شط عنه قلمي فلم يترك في هذا المعنى مجالاً لمستزيد.
2
ولم يبق الا ان اقول ان هذا الكتاب مع صغر حجمه حوى ما يغني عن التطويل فهو كتاب صغير الحجم كبير المعنى فيه تصوير رائع واسلوب بارع اذا قرأته كنت كأنك شاهدت ماليزيا وقمت برحلة طويلة فيها ورأيت عاصمتها الجميلة ومدنها الناظرة وكأنك كمن كان يسير مع الكاتب جنبا الى جنب يسمع ويرى ويتأثر ويعتبر.
ان المقدرة في الكتابة تتجلى في استطاعة الكاتب ان ينقل فكرته وعاطفته معا الى قرائه او سامعيه والمؤلف يدرك تمام الادراك ان اثارة العاطفة غير ممكنة الا بعرض البواعث التي اثارت العاطفة لديه وهذا العرض لا يكون الا بواسطة الخيال وعناصره كالاستعارة والكناية والتشبيه والتمثيل وسائر فنون المجاز، وقد استعان الاديب المؤلف بضروب الخيال لايصال فكرته ومعنى رحلته الى قرائه فأصاب واجاد مع حرص على الحقائق وتوخ للصدق.
وانني لا استطيع ان أضيف شيئا بعد ان قطع هذا الكاتب على خط الرجعة الا أني أتمنى ان يعكف على أدب الرحلات والكتابة فيه الاستاذ الرفاعي وأمثاله الذين يتحفوننا ويتحفون المكتبة العربية بكل جديد ويضعون لبنة فوق اللبنات التي شيد بناءها السلف.
وأن مثل هذه الرحلة التي تسير معها الموهبة والادب الرفيع والذوق المصفى في كل جانب انها لرحلة ممتعة وفيها روح اسلامي كوصف مسجد كوالالمبور وتاريخ دخول الاسلام ماليزيا ومعالم النهضة الاسلامية.
ان هذه الرحلة التي قرأها الجميع عن ماليزيا في كتاب (خمسة ايام في ماليزيا) تدل على أدب عال وثقافة واسعة وتجارب عميقة وروح طيبة، فمن الجد الجاد الى الهزل الرفيع ويظهر ذلك جلياً من تصويره البارع الرقيق لموقفه مع حلاق كوالالمبور، فهذه صفة الفضلاء وطريقة النبلاء ان علا بلغ القمة وان نزل لم يسف ولم يخرج عن حدودالعقل الى جودة الاسلوب وحسن العرض وسهولة اللفظ مع قوة في الاداء وخفة في الروح والمرح الذي يلوح أحيانا بين السطور.
وأخيرا ارجو ان يكون الاستاذ الرفاعي قدوة طيبة لادبائنا في رحلاتهم الطويلة والقصيرة حول العالم وما أكثر من يقوم منهم كل صيف وشتاء بأمثال هذه الرحلات ولا أنسى أن أشير الى ما كتبه الاستاذ الكريم الشيخ عثمان الصالح في جريدة الجزيرة عن رحلته الممتعة النافعة في البحرين فهي نمط جليل ومفيد وبالله التوفيق.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved