اندلاع حرب أهلية في أثينا

  في مثل هذا اليوم من عام 1944، اندلعت حرب أهلية في أثينا نتيجة قيام العصابات الشيوعية بمحاربة القوات الديمقراطية للسيطرة على اليونان المتحررة
قامت ألمانيا باحتلال اليونان لدعم إيطاليا، خاصة بعد أن شكل فشل الاستعمارالإيطالي تهديداً بتعريض اليونان لاحتلال مشترك. وعند وصول ألمانيا، قامت العديدمن قوات المقاومة اليونانية بمحاربتها، وكانت أبرز جبهتين للمقاومة هما: حركةالمقاومة الشيوعية التي تسمى جبهة التحرير الوطني والحركة الديمقراطية الحرةالمسماة بالجيش اليوناني الديمقراطي الوطني. وبالرغم من أن الحزبين كانا يعملان من خلال أيديولوجيات مختلفة، إلا أنهما قد تعاونا على محاربة العدو الألماني المشترك. وفي بداية عام 1944، قامت جبهة التحرير الوطني الشيوعي بتشكيل حكومة مؤقتة، لا تعترف بشرعية الملك اليوناني ولا حكومته المنفية، كما أنها تجاهلت المنافس الآخر على الهيمنة السياسية داخل اليونان وهي جبهة الجيش الوطني الديمقراطي.
وعندما أُجبرت ألمانيا على الانسحاب من اليونان في شهر أكتوبر من عام 1944، قامت القوات البريطانية المنتصرة بالاجتماع بالحزبين الديمقراطي والشيوعي من أجل تشكيل حكومة ائتلافية. بيد أن هذه الحكومة قد انهارت بعد رفض جبهة التحريرالشيوعية تسريح قوات حرب العصابات. ولذلك اندلعت الحرب، في الثالث من ديسمبر، بين الشيوعيين والديمقراطيين واستطاعت جبهة التحرير الوطني السيطرة على معظم أجزاء اليونان فيما عدا العاصمة ومدينة سالونيكا.
وحارب البريطانيون ضد الشيوعيين مع الجيش الوطني الديمقراطي، والذي بدأ يتقدم شيئاً فشيئاً نحو المسار السياسي الصحيح، حيث انه استطاع أن يناضل من أجل البقاء والحصول على التأييد. وبحلول شهر فبراير من عام 1945، تم إجبار جبهة التحريرالوطني على الاستسلام وتسريح جيش حرب العصابات. وبعد ذلك بشهر، تم عقد انتخابات عامة وسيطر الديمقراطيون (المؤيدون للحكم الملكي) على الحكومة. وقد أحجم الشيوعيون عن التصويت كليةً، مفضلين الانتظار حتى حلول فرصة ملائمة. وعندما اختار الاستفتاء العام رجوع الملك اليوناني إلى عرشه في شهر سبتمبر من نفس العام، خرج الشيوعيون من مخبأهم واندلعت حرب أهلية مرة أخرى. وفي هذا الوقت، تركت بريطانيا- التي سئمت واستنفذت مجهوداتها- مفاوضات السلام للولايات المتحدةالتي تبنت بدورها مبدأ ترومان الذي يقضي بمنح مبالغ كبيرة من المساعدات الأجنبية للحكومات التي تسعى إلى الديمقراطية وذلك لإخراجهم من دائرة الشيوعية أوالسوفيتية. وقد استغرق ذلك وقتاً طويلاً، لكن في النهاية انتصر الحزب الديمقراطي اليوناني الذي تم تمويله بصورة جيدة.