الحزن أكبر من معاني القصايد

لم التق طلال الا مرة في مناسبة عامة، بدعوة من أحد الأصدقاء الشعراء، لكنني اعرفه معرفة عميقة من خلال اشعاره وابداعاته، وما يتحدث به الناس من نبل أخلاقه وشهامة مروءته وفيض كرمه وما له من خصال فريدة وسجايا حميدة، أخلاق النبلاء وخصال العظماء وسمو روح الفرسان الشعراء وبياض الانقياء.
أتحدث عن طلال الشاعر ام الانسان، أم عن هول المصيبة وعظم الفقد وخسارة الشعر لأحد اركانه ورموزه.
أرثيه شعرا أم نثرا.
طلال ذلك الانسان المسكون بالابداع والحزن الى حد الالم، بشعره العذب وكلماته الغنائية الجميلة، خلد في اذهان محبيه وجمهوره فأعطاهم الجمال والحب وسكب في مسامعهم الفرح، واضاء في قلوبهم شموع التفاؤل والامل، تعامل مع الجميع بتواضع جم وأدب رفيع وكرم فياض تلمس هموم الناس وارتقى بشعورهم واحاسيسهم، اصابته رصاصات الغدر وما تدري بأنها أبكت عيون الشعر وجرحت قلب الابداع، واغتالت الانسانية والخير والحب والجمال، فهزت مشاعرنا بفاجعة كبيرة ومصاب جلل.
طلال سيبقى خالدا في وجدان محبيه.. شاعرا مبدعا متميزا وأصيلا، سطر أروع القصائد واجملها ونظم أعذب الكلمات وأروعها.
رحم الله الانسان طلال، واسكنه فسيح جناته، ووهبه غفرانه وعظيم رحمته، انه سميع مجيب، رحيم رؤوف بعباده، والهم أسرته وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.
{إنا لله وإنا اليه راجعون}.