على وزن الرأي.. والرأي الآخر يرى المتذوق للشعر الإبداعي أننا نعيش عصراً آخر للشعر حيث فقد ما نقرؤه الكثير من سمات الشعر الحقيقي في كل أغراض الشعر - لا أستثني غرضاً واحداً - إذ تجد نغمة - الأنا الاستعلائية - طاغية على كل معنى - إن وجد معنى يستحق أن يذكر-.
وإذا غضضنا الطرف عن شعر الغزل فإن أغراض الشعر الأخرى قد امتهنت بأسلوب يثير حفيظة كل غيور على الشعر - فصيحه وعاميّه - وقد دخلت - الأنا الاستعلائية - حتى على شعر الحكمة وغيره من أغراض الشعر بأسلوب فج.. والمتتبع لما ينشر من شعر المتأخرين يدرك ذلك.. ويرى العجب العُجاب.. ربما لأن معظم من ينشر لهم اليوم قد ابتعدوا عن تقاليد المجتمع إن لم يكونوا دخلاء عليها.
أو قد تخونهم ثقافتهم - القاصرة - فيكتبون ما لا يدركون معناه ولا يضعون في الحسبان أثره في الآخرين وكما قال الشاعر العربي:
العين تنظر منها ما نأى ودنا
ولا ترى نفسها إلا بمرآة
|
فشعراء اليوم صاروا هم العين والمرآة لما يكتبونه حتى في أغراض لا يجيدونها لأن لها خصوصيتها التي تحجب عنهم أسلوب التطرق لها بالشكل الذي يجعلها تقترب من درجة الكمال الشعري.. ورحم الله شعراء كانوا يعون قيمة الشعر ولا ينشرونه في المجالس حتى يطمئنون إلى خلوه من جميع المآخذ النقدية.
فاصلة:
«ما كل ما يعلم يقال!!»
آخر الكلام:
للشاعر عبدالله بن سبيل رحمه الله:
مانيب عشاقٍ على غير مصلوح
يضحك لخلانٍ وهم ناذفينه
المقفى أقفى عنه لو كان مملوح
والمقبل أرفع له شراع السفينه
|
وعلى المحبة نلتقي
|