سعادة الأستاذ خالد بن حمد المالك وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
يقول الله تبارك وتعالى {ن وّالًقّلّمٌ وّمّا يّسًطٍرٍونّ} [القلم: 1] .
لقد جعلت هذه الآية الكريمة التي نزلت من عند الله هي بداية ما سأكتب من حديثي.
وحيث كالعادة وبدون مبالغة أبدع الأخ سليمان العقيلي سلمه الله بما سطرته يداه لاشلت يمينه، انه نشيد عائضا، وكلنا ننشد فضيلة الشيخ الدكتور عائض بن عبدالله القرني ولا أزيد على الموضوع الذي طرح في العزيزة بعددها 11382 من يوم الخميس 3 شوال ولكن موضوعي الذي سأتحدث عنه هو ما بدأت به في الآية الكريمة.
إنه «القلم» وما أدراك ما القلم، القلم هو خليفة اللسان، وهو المحجة والبرهان.
أول ما خلق الله هو القلم خلق الله القلم قبل أن يخلق أي شيء ثم قال الله له اكتب فقال القلم وما أكتب. قال الله أكتب ما هو كائن الى يوم القيامه.
ولفضله وعلو شأنه أقسم الرب جل وعلا في كتابه العزيز بالقلم فقال سبحانه {وّالًقّلّمٌ وّمّا يّسًطٍرٍونّ} والرب سبحانه وتعالى له أن يقسم بما شاء ولا يقسم ربنا على شيء الا لعلو منزلته ومكانته.
وبما أن الكثير لا يقيم لهذا القلم مكانا ولا وزنا ورأينا الكثير يأخذه بغير حقه. فكم من قلم يقول لصاحبه دعني - دعني ولا تكتب بي، ولا تجعلني أبغي واظلم أو احيف على أحد من عباد الله المؤمنين.
ذلك القلم الذي لم يعرف حقه الذين تسطر أيديهم الظلم والهمز واللمز جعلوا القلم في قفص الاتهام وتطاولوا عليه بأقبح الكلمات والعبارات كم من قلم يقول وهو يبكي حرقة دعوني دعوني ولا تظلموني.
وكم من قلم يهتز طربا وشوقا ويسيل خيرا قبل ان يكتب به كم من أنامل تجعل القلم في موقف عز ونصر.
أقول لاخوتي القراء والكتاب:
دعوا القلم او خذوه بحقه ولا تجعلوه يبكي بدل الحبر. دماً وقيحاً.
ولله در أخينا ابا راكان كم يشهد له قلمه بالخير لطالما سجل لنا أروع الكلمات وأحلى العبارات وأصدق وأخلص ما في جعبته زاده الله علما وتُقى.
ولعل قلمي الذي أكتب به يشهد لي ولكل من قرأ واتبع الحق والله يقول {فّبٌشٌَرً عٌبّادٌ الذين يّسًتّمٌعٍونّ پًقّوًلّ فّيّتَّبٌعٍونّ أّحًسّنّهٍ}.
هذا غيض من فيض وهذا هو جهد المقل، ولعل اخواني القراء يشاركونني بهذا الموضوع ولنعلم: انه -
وما من كاتب إلا سيفني
ويُبقي الدهر ما كتبت يداه
|
والسلام عليكم ورحمة الله.
عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن المكاوني
|