بالأمس القريب ودعنا أحد فرسان الشعر بمملكتنا الغالية طلال العبدالعزيز الرشيد - رحمه الله - بعد أن كان له القدر بالمرصاد حينما كان في رحلة صيد بالجزائر حيث نالت منه أياد آثمة غاشمة وكافرة فاغتالته. لم تراع الله في قتل المسلمين الأبرياء الآمنين أو وازع ديني يمنع تلك الشرذمة الآثمة من فعلها المشين.
عندما أبلغني أحد الأصدقاء مساء يوم الجمعة الماضي بمقتل فارس الشعر طلال العبدالعزيز الرشيد رحمه الله ذهلت من وقع الحدث المفاجئ ولم أصدق ذلك لولا أننا مسلمون ومؤمنون بقضاء الله وقدره وأن هذه هي سنة الله في الدنيا (حياة وموت)، فاحترت بأي قلم أرثيه هل أرثيه بقلم قلبي الذي يعتصر ألماً على فراقه أم أرثيه بقلم دمعي الذي ما إن علم بالخبر وكأنه سيل منهمر.
فمعرفتي بفارس الشعر طلال العبدالعزيز الرشيد رحمه الله منذ مدة قصيرة وبعد أن شاهدت ذلك الجمع الغفير الذي حضر للصلاة عليه رحمه الله وذهبوا به إلى قبره وممن حضروا للعزاء تمنيت لو أنني أعرفه من زمان أيقنت حينها أن هذا هو رصيد الإنسان الحقيقي المتبقي له في الحياة بعد مماته مع عمله الصالح.
ليتك يا فارس الشعر طلال العبدالعزيز الرشيد - رحمك الله - بيننا لترى حب تلك الجموع الغفيرة وهي ترفع أكف الضراعة لله سبحانه وتعالى باكية ولاهثة بالدعاء لك بالمغفرة وهذا ما زرعته - رحمك الله - في دنياك وستجنيه بالآخرة بإذن الله فإن الله إذا أحب عبده حبب فيه خلقه فعسى الله أن يتقبل دعائي ودعاءهم ويسكنك فسيح جناته وأن يجمعنا بك مع الشهداء الأبرار والصالحين المؤمنين والمؤمنات، وعزائي لأبنائك وإخوانك وعائلتكم الكريمة وأن يلهمهم الصبر والسلوان و{إنا لله وإنا اليه راجعون}.
|