Wednesday 3rd december,2003 11388العدد الاربعاء 9 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

القتل المباح عند هؤلاء القتل المباح عند هؤلاء
صالح بن محمد الجعيثن /الرياض

كل يوم نسمعها تحدث حولنا وفي نطاق سكنانا أشبه ما تكون بالقصص، والأفلام، والأحداث المرعبة... بطلها الأول هو الأب أو ولي الأمر الذي ضيع الأمانة واتبع شيطانه، ولم يراع حق وطنه وجيرانه عليه.
تخلى كأب عن مسؤولية ألزم بها من رب العباد على لسان رسوله محمد بن عبدالله عليه من ربي أفضل الصلاة والسلام، تخلى عنها بكل طواعية ولم يدرك أنه محاسب على ذلك حساباً شديداً خصوصاً إذا كان له خصوم أبرياء ذهبوا ضحية تفريطه في تلك الأمانة.
والبطل الثاني هو غر مراهق لم يحمل المسؤولية ولم يتعرف على أبجدياتها بعد، لم يتحملها تجاه نفسه فضلاً عن أن يتحملها تجاه الآخرين، لا يزال في مرحلة الطيش ولا يزال يتلقى جرعات التأديب والتوجيه في كيفية التعامل مع ما يكلفون به عند بلوغه الرشد وليس في هذه المرحلة الحرجة التي لم يعها ولي أمره تجاهه.
هذان العنصران علماً أم جهلاً أم تجاهلاً تسببا في كثير من الألم، والحزن، والفراق لأسرة فقدت أحد أفرادها (والتي فيما يظهر لن يحاسبهم عليها إلا الله) تسببا في تخريب ممتلكات الوطن، وفي التجمهر والضجيج، والخوف والفزع، حيث أقدم البطل الأول على تسليم البطل الثاني المركبة ولسان حاله يقول:


«ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له:
إياك إياك أن تبتل بالماء»

وهو يُداري ضعف شخصيته أمام ابنه عندما لبى له رغباته بحجة أنه أدرك المسؤولية تجاه نفسه والآخرين أو من باب المباهاة أو نزولاً على رغبة الأم لفلذة كبدها الصغير فقام البطل الثاني بتطبيق هذا الدور (الثقة) الذي أولاه إياه ولي أمره عملياً بالاستعراض بها في الشوارع (والحواري) وعند المدارس، وأعني بالاستعراض (التفحيط)، وبالفعل أجاد هذا الغر الدور بنجاح باهر وبتصفيق وهتاف المتجمهرين.


«وطال اعترافي بالزمان وصرفه
فلست ابالي من تغول الغوائل»

يعلم الله أنها لمصيبة ومن الجهل وعدم الإنصاف أن أحمل المسؤولية هذا السفيه الذي قال فيه رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام «خذوا على يدي السفيه ولتأطرونه على الحق أطراً»، بل أحملها كاملة دون نقصان هذا الأب الذي حري به أن يأخذ على يده فيحاسب حساباً عسيراً على هذا التفريط المهلك والمدمر فكيف يدعي هذا الأب محبة ابنه وهو الذي بيده يورده المهالك؟
والسؤال الذي يجب الوقوف عنده بحسرة، وألم يعتصر القلب من تلك الأحداث متى يحاسب المتسبب الذي أمن العقوبة فأساء الأدب؟ لماذا هذا السكوت غير المبرر على مثل هؤلاء سواء من آباء مفرطين أو صبية فارطين؟ لماذا لا يحاسب ولي الأمر المتساهل بذنب ابنه الجاهل ويوقف عند حده إذا كان غير قادر على تحمل مسؤوليته تجاه من استرعاه الله عليهم؟
لماذا يعمل هذا الغر جرمه اليوم ويخرج غداً بكفالة وقد أزهق أرواحاً ليس لها ذنب؟ لماذا؟ هل هذا هو الإنصاف لهذه الأسرة المكلومة في أحد أفرادها؟ متى يوقف هذا الطيش المطلق؟ لماذا لا تكون هناك عقوبات صارمة بحجم ما يخلف هذا الطيش من مآس؟
أين الأنظمة واللوائح التي تحد من تفاقم هذه الظاهرة؟ أين الإعلام وما أدراك ما الإعلام ومشاركاته الفاعلة في هذه القضية؟
أخيراً أقول: إن الشرح أطول من الطرح ونسأل الله أن ينفع بما نقول والله من وراء القصد.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved