في كل الأحوال يظل الحوار ضرورة خصوصاً مع اختلاف المشارب الفلسطينية رغم الاتفاق على الثوابت، وبينما يستعد الفلسطينيون للحوار في القاهرة جاء أنباء الاتفاق في جنيف لتؤكد مجدداً أهمية الحوار ولتضفي عليه مزيداً من السخونة.
وبينما انصبت الجهود على أن يقود حوار القاهرة إلى الاتفاق على هدنة تتيح استئناف جهود السلام القائمة على خريطة الطريق، فانه من المتوقع أن تلقي اتفاقية جنيف بظلالها على مداولات الفلسطينيين في القاهرة خصوصاً وأن الاتفاقية تمس في العمق بعض الثوابت فيما يتعلق بحق عودة أكثر من أربعة ملايين فلسطيني.
ومع ذلك فإن الحوار الفلسطيني في القاهرة مطالب بأن يركز على موضوعه الأساسي والخاص بالتوصل إلى هدنة، حيث إن مثل هذه الهدنة ترتبط بخطة للسلام تعاملت معها مختلف الأطراف الفلسطينية بصورة عملية، بينما، الخلاف حول اتفاقية جنيف هو خلاف على وثيقة غير رسمية لم يتم تنزيلها على أرض الواقع لتصبح خطة عمل ملموسة، وهذا فضلاً عن أنها لا زالت في طور الاختبار وأنها تثير الكثير من اللغط.
وإذا خرج لقاء القاهرة عن أهدافه الرئيسة وغرق في خلافات اتفاقية جنيف فإن الفلسطينيين يكونون قد أضاعوا فرصة أخرى لاتخاذ خطوة عملية تظهر وحدتهم، لكنهم سيضعون الطرف الإسرائيلي في موقف صعب إذا هم خرجوا باتفاق من لقاء القاهرة من شأنه التأكيد على وحدتهم وبالتالي إظهار انحيازهم لخيار السلام.
|