هذه الفارهة في قلب النَّبض تغتسلُ بمطر الطَّهارة...
تتداعى لأحلامها الأحلام...
وتتبارى في وصف خفرها الأقلام...
فلها رونقٌ ذاتيٌّ متميزٌ في لحظات المطر...
الرِّياض/ المطر...
ومتى لم تكن الرِّياض ماءً ينهمر في شغاف الذَّاكرة... لكلِّ جميل في هذه المليحة...؟؟
والنَّاس تحتفي بخمسينية فسيلة شقَّها رائدها في باطن ثرى ما لبث أن تنامى شجرةً فارهةً هي الرِّياض، مثمرةً هي جهودُهُ...
وفي لحظات المطر...
تنبعُ لكلِّ عين فيها بصيرةٌ...
حتى ليخيَّل للنَّاظر كم من التَّساؤلات من قبل، وبعد كم من الاستفهام، وهو يطوِّق العلامات، لأسئلةِ تتبع حركةَ القدمِ في امتداد ودائرةِ هذه الشَّجرة في أبعاد الامتداد الثَّمانية، وعلى سعة رقعة دائرة جذرها...
وليلُ اللَّيلُ مثيرٌ لحنين البوح في صمتهِ، ونطقهِ...؛ صمتها/ نطقها، ومتى لم يكن صمت الرِّياض ناطقاً؟!...
لقد تعلَّمنا أبجدية المفاهمة معاً في لحظاتِ المرور بكلِّ ذرَّاتها ونحن ننهبُ المسافات فيها، صمتاً يتجلَّى فيه الإحساس بجاذبية، وجمال وفتنة هذه «الرِّياض»...
وهي في صمتها تصحو...
كما هي صحوتها تصمت...
وفي كلاهما هي بنت المطر...، والشَّمس، وصليل الشَّهامة وعنفوان النُّطق...
المطر لا يهدأ يزخُّ، يطرق منافذ التَّفكير، ويجلِّي عن لواعج التَّعبير... ولا رغبةً إلاَّ في اهتبال لحظات الرِّياض الحميمة، وهي تتجلَّى بكامل روعتها أمام المطر...
وهديرُ المشاعر يتناغم مع حركة كلِّ ناطق، في جلال هطول المطر، والسَّماء تداعبُ ببرقٍ خُلِّب، يشدُّ مكامن اللَّهفة، كي تتابع نبض الرِّياض...
ومنذُ يفاعة التَّراب...
وحتى تطاوله ينوفُ في الفضاء...
ومنذُ بصمة قدم السَّائر...، إلى ومضة نظر السَّاهر، والرِّياض مكمنُ المفاجآت بالجمال، والبداعة، و... الدِّفء والبراءة...
وماذا...؟!
والرِّياض لا تدع لمساحات البياض أن تنجو من سطوة المداد يتزيَّا بحروفِ تنبضُ بها...، وهي في حَضْرة المطر...
هذه اليافعة...،
احفظها يا رب من عبثِ المروقِ في نزوة شيطان البشر،
وامنحها مزيداً من المطر...
مطر الأمن...
والحبِّ...
وجمال اللَّحظة في نهار الشَّمس... وليل السَّحر.
|