Wednesday 3rd december,2003 11388العدد الاربعاء 9 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الدكتورة سلوى الهزاع لـ«الجزيرة »: الدكتورة سلوى الهزاع لـ«الجزيرة »:
بعض الكحل المتداول يهدد بالعمى والأنيميا..وهناك علاقة بين سلامة العيون وأقلام أبو ريالين!

* أجرى الحوار : عبدالرحمن إدريس
هذا العيد والإجازة.. إحساس بالسعادة.. مهرجان من الألوان تسطع من القلوب وتلامس في النبض بقايا الفرح..الطفولة صفاء تستيقظ من الاسترخاء وتعانق المشاعر في روعتها النقاء..
هذه الألوان التي تنعكس بهجة في ذاكرة أيامنا السعيدة كالحلم تتجدد بالأسئلة في أبعاد أخرى تفرض نفسها عند فاصلة الزمن الجميل..
وقفات متأنية مع الرؤية تحاول استيعاب بعض ظواهرها..
ومن خلال مليوني عصبة وقناة دم في عروقها الدقيقة وبالغة الحساسية تكون العين وسيلة الرؤية التي تحاكي الأشياء من حولنا في ترجمة متفاعلة مع المتعة بنعمة المولى سبحانه..قيمة هذه النعمة.. المحافظة عليها ووقايتها هو ما يساوي الكثير دون شك..وفي ممارسات عديدة هذا العيد يتغير المألوف في الحذر وتكون العين مهددة بفقد مزايا النظر..من الأسباب المؤدية إلى ذلك ما يرتبط بعادات متوارثة كاستعمال الكحل زينة ودواء..
وبعضها - الأسباب - إهمال وتساهل وجهل بالنتائج الخطيرة القادمة كما يحدث هذه الأيام مع الأطفال في الألعاب النارية.. وكما هو زينة المرأة بالاستعمال العشوائي للعدسات الملونة..حديث العيد كان برؤية علمية إلى هذه الظواهر محاولة للتعريف بالأخطاء المتكررة.. والحوار مع الأستاذة الدكتورة سلوى الهزاع الاستشارية ورئيسة قسم طب وجراحة العيون بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض..
«الطرطعان» تفسد فرحة العيد
بداية والمؤشرات الإحصائية للإصابات بالألعاب النارية توضح الإصابات في عيون الأطفال.. فكانت الدكتورة سلوى تبدي أسفها الشديد لوقوعها خاصة ومنها حالات استدعت استئصال العيون.. فتقول:
وللأسف الشديد، فإن حوادث الطرطعان يتعرض لها الأطفال في أغلب الأحيان وهذا يأتي في غياب المسؤولية وعدم الاكتراث بالنتائج المحتملة.. والغريب أن مجتمعنا يعيشها ظاهرة في الإجازة منذ رمضان والعيد حتى تبدأ الدراسة بشكل يتكرر سنوياً بل وترتفع نسبة الإصابات بزيادة الإقبال على هذه الألعاب النارية الخطرة وتوفرها بسهولة للصغار وكثيراً ما يتساهل الآباء والأمهات في هذه الناحية فهم الذين يوفرونها لهم تحت داعي توفير البهجة في نفوسهم وما إلى ذلك.
ويمكن القبول بالأمر الواقع إذا لم يكن منه بد شرط أن يشرف كبير على الأطفال عند اللعب بهذا الخطر لأنهم لا يقدرون ما يتبع استعمالها، فهي تضرب العين والوجه وهي الكارثة فقد وصلت بعض الإصابات إلى حد الاضطرار لاستئصال عيون أطفال من شدة بعض الحالات وهو موقف صعب جداً ومحزن لنا في جراحة من هذا النوع حيث يفقد الصغار عيونهم للأبد نتيجة الإهمال والتساهل وعدم تقدير النتائج.
وأعتقد أننا لا زلنا نحتاج إلى توعية مكثفة في هذا الجانب لأن غياب الرقابة على الأطفال عند استعمالهم للألعاب النارية يهدد سلامتهم بشكل مباشر..
العدسات مرفوضة للزينة
* ظاهرة موسمية أخرى باستعمال العدسات الملونة للزينة بإقبال كبير في العيد والإجازة وفي أجواء الرياض الباردة الجافة هل تكون مناسبة؟
- يجب التوضيح في هذه الناحية بأن العين تعتبر أدق عضو والأكثر حساسية في جسم الإنسان فهنالك مليونا عصبة يرتبط بها فتخيل ما يحدث عن وضع العدسة عليها عشوائياً وهي جسم غريب لغرض الزينة، وهنا فإن سوء الاستعمال يمكن أن يؤدي إلى العمى ناتجاً عن الإصابة بأنواع من القرحة تستمر حتى فقدان النظر أو العتامة والتلف الذي يصعب إصلاحه..
لذلك أرفض تماماً أن يكون استعمال العدسات للزينة وأنصح من يقوم بذلك بالتفكير في العواقب الوخيمة أما استعمالها لمن عنده قصر أو بُعد نظر فهذا يستدعي إشرافاً متخصصاً فلا بد من فحص مسبق من الطبيب الاستشاري للتأكد من عدم وجود أي نوع من حالات الجفاف في العين ثم التشخيص من استشاري متخصص في العدسات لتحديد نوع العدسات طرية أو صلبة.
فإذا تم التأكد من عدم وجود موانع بشكل جفاف أو التهاب أو حساسية يمكن استخدامها كما هو ا لاحتياط المسبق بعلاج هذه الموانع إذا وجدت..
وبحسب أحدث التطبيقات هو النوع الذي يستخدم لمرة واحدة في اليوم باستثناء وقت النوم فهي عدسات طبية لا تحتاج لوضعها في محلول أو مسكها باليد وإرجاعها مما قد يعرضها للبكتيريا.. وبهذه الطريقة صارت المشكلات أقل مع العدسات..
وأود التذكير بخطورة النوم بالعدسات لأن قرنية العين بحاجة للتهوية والأكسجين لاستعادة الحيوية.
وبالنسبة لمن يتعرضون لأي نوع من الحساسية والإحساس بالثقل في استخدام العدسات فإن بإمكانهم استعمال المرطبات التي لا تحتوي على مواد حافظة فتوضع على العدسة..
كحل الأسمد انقرض
* اتجاه كبير إلى الكحل يعتقد فيه الكثيرون فوائده كمادة طبيعية وفي العيد يكون الإقبال عليه.. فماذا عن إثبات هذه الفائدة للعين؟
- الثابت علمياً أن «الإثمد» مادة طبيعية مفيدة للعين وهو الكحل الذي أوصى به نبينا محمد عليه الصلاة والسلام.. ولكننا الآن أمام ظاهرة مختلفة حيث انقرض «الإثمد» وانعدم تماما في أنواع الكحل الموجودة والمستعملة التي يعتقد أنها طبيعية مع خطورتها وأضرارها الفادحة.
وأجرينا دراسة علمية بأخذ عينات كثيرة من الكحل الموجود في المملكة والخليج وبالذات في المنطقة الوسطى وغيرها التي تعد من قِبل نساء يتاجرن في الكحل ويضعونه في عبوات زجاجية أو غيرها وما يباع منه مخلوط بماء زمزم وادعاء احتوائه على «الإثمد».. وكل هذه العينات تضمنتها الدراسة بالتحاليل الدقيقة فكانت محتوية على «التالينا» نسبة عالية من الرصاص وخلوها من الإثمد وبالتالي فقدان خاصيتها الطبيعية كفائدة حقيقية.
أما الأضرار حالياً باستخدام الكحل الموجود فهي كثيرة لأن هنالك تقاليد تجعل البعض يكحلون الأطفال المواليد والصغار وتحدث ملامسة يديه للعينين ثم وضعها في فمه فيتم امتصاص المادة من خلال الأمعاء وتحدث مشكلات صحية ومن الحالات المتكررة أيضاً نتيجة ذلك الإصابة بالتسمم الذي يكتشف في النهاية بأنه نتيجة امتصاص الرصاص الموجود في الكحل..
والتجارة في الكحل على أساس أنه طبيعي يدخل فيها هذا الرصاص «التالينا» كمادة لها بريق - الرصاص - والمعروف أن النساء الكبيرات في السن يستعملن هذا النوع حتى الآن كجانب له علاقة بالتراث والتقاليد القديمة وقد تكون الأضرار أقل نسبياً ولكنها مع الأطفال خطر كبير إضافة إلى أنه على المدى الطويل من استخدامه يتسبب في الصداع ولدى الأطفال يصيب بفقر الدم ويؤثر عندهم في نمو العظام..
وقد ننظر في هذه الناحية إلى مقارنة بين الأطفال لدينا والذين ينمون في بيئات اجتماعية تمارس هذه العادة بالكحل في العين أو في علاج وجع الأسنان ووضعه على السرة بعد الولادة فتكون المشكلات في أقصاها نمواً غير مستقر وإصابة بالغيبوبة والأنيميا وهو ما لا يحدث في أطفال مجتمعات أخرى في الغرب مثلاً..
والبدائل موجودة في الحصول على النتيجة المطلوبة لتجميل العيون بالكحل الموجود في الأقلام وهي أيضاً تم إخضاعها للتحليل في هذه الدراسة العلمية واكتشف بأن الأقلام المباعة في محلات أبو ريالين والبسطات «الليرة» وماركات كريستيان ديور وايف سان لوران.. جميعا في النتيجة تقريباً نفس المادة وغير ضارة لأن مادتها الكربون ولخلوها من مادة الرصاص السامة..
ولكن الأقلام أيضاً يجب أن تُبرى بعد كل استعمال وأن يكون الاستخدام لشخص واحد حتى لا تنتقل العدوى البكتيرية أو الجرثومية.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved