اختيرت المدينة المنورة كأول مدينة ينفذ فيها المشروع لأنها مأرز الإيمان، منها انطلق نور الاسلام ليعم المعمورة، ومنها خرجت وفود الحق لتنشر الاسلام وتعلمه للناس في كافة الأرجاء، ومن مدرسة المدينة المنورة تخرج العلماء والفقهاء والوعاظ والمصلحون والأدباء، ولم يخل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم من حلقات العلم والذكر منذ عهده الى يومنا الحاضر.
ورغبة في اعادة احياء هذا الدور يأتي هذا المشروع في اطار جهود الأهالي وجهود السلطات المحلية في المدينة المنورة، وجهود الأمانة العامة لتعليم الكبار والكبيرات لتحقيق الأصل التنموي.
ويستند مشروع «المدينة المنورة بلا أمية» الى جانب الأصل التنموي والأصل التعليمي السابق ذكرهما - الى أصل اجتماعي إذ المعروف ان لكل مدينة سلطاتها وهيئاتها ومؤسساتها وتنظيماتها الاجتماعية، وكذا أفرادها يتوقون الى تحقيق نجاحات تعزى اليهم وتوسم بهم وتنسب اليهم في محيط مدينتهم، واستناداً الى هذا الأصل يأتي مشروع المدينة «مدينة بلا أمية» والاعلان على الملأ أنها أصبحت خالية من الأمية وأنها تحتفل بمحو أمية آخر ما لديها من أمية.
يستهدف المشروع الأميين والأميات الذين لا يقرؤون ولا يكتبون من الفئة العمرية 15-45 سنة من المواطنين السعوديين والمقيمين اقامة دائمة في المدينة المنورة، على ان تتاح الفرصة لكل أمي وأمية خارج الفئة المستهدفة للالتحاق بالمشروع.
ومما لاشك ان لهذا المشروع اطارن «مكاني - زماني» فالاطار المكاني: مدينة المدينة المنورة في حدود النطاق العمراني للمدينة، أما الاطار الزمني فهو عامان دراسيان هما 1424/1425هـ و1425/1426هـ.
ولهذا المشروع أهداف عامة تتلخص فيما يلي:
* تعميق المعرفة في أوساط المستهدفين من خلال البرامج العامة للمحاضرات والندوات والنشرات وغيرها من الوسائل الأخرى المناسبة.
* محو أمية الأميين في المدينة المنورة سواء كانوا مواطنين أو مقيمين اقامة دائمة ذكوراً وإناثاً، وإعلان المدينة المنورة خالية من الأمية في نهاية العام 1425/1426هـ.
* التنمية الثقافية والاجتماعية والأسرية والصحية ورعاية الأمومة والرفع من المستوى المعيشي لأفراد المجتمع.
* تقديم نموذج لمدينة خالية من الأمية يمكن تعميمه مستقبلاً.
* الإسهام في خفض نسبة الأمية بالمملكة وخاصة عند تعميم المشروع على بقية المدن والقرى.
ويرتكز المشروع على عنصرين أساسيين في العملية التعليمية.
أولاً: الأميون «ذكوراً وإناثاً» ونصنفهم الى فئتين:
1- العاملون: سواء منهم في الجهات الحكومية أو القطاعات الخاصة والمرتبطة بمهن حرة في مواقع ثابتة، وهؤلاء يتم التعامل معهم في أماكن عملهم.
2- غير العاملين: وهؤلاء يتم محو أميتهم من خلال ايجاد أماكن تعليمية لهم في الأحياء وأماكن وجودهم.
ثانياً: المعلمون والمعلمات وهم أربع فئات:
1- المعلمون في برامج محو الأمية أو في التدريس بمراحل التعليم المختلفة.
2- المعلمون القدامى المحالون على التقاعد، ممن لديهم القدرة والرغبة في العمل.
3- المواطنون والمثقفون الراغبون في العمل بحيث لا يقل مستواهم عن الثانوية العامة.
4- المتطوعون المؤهلون والقادرون على العمل في المشروع.
يقدم في هذا المشروع برامج مساندة للهدف الرئيسي: محو الأمية القرائية وتسهم هذه البرامج في رفع المستوى المعيشي لأفراد المجتمع وتوعيتهم توعية شاملة في كل نواحي حياتهم من خلال: برامج توعوية - دينية - صحية - وقائية - تثقيفية - اجتماعية وأسرية يتم تنفيذها من قبل القطاعات الحكومية والأهلية حيث يقوم كل قطاع مشارك بوضع خطة لتقديم البرامج التوعوية من خلال المحاضرات والندوات والفقرات التوعوية والتثقيفية كل حسب اختصاصه.
هذا وقد التحقت بالمشروع هذا العام قرابة «6800» أمية من المواطنات والمقيمات بالمدينة المنورة.
حيث نفذ المشروع للنساء في المساجد ودور تحفيظ القرآن الكريم والجمعيات الخيرية ومدارس تعليم الكبيرات ومحو الأمية.
|