* لندن الجزيرة واس:
افتتحت في لندن امس الأول اعمال مؤتمر فرص الاستثمار بالمملكة العربية السعودية الذي نظمته مجلة «مييد ميدل ايست ايكنوميك دايجست» بالتعاون مع هيئة الاسثمار العامة بالمملكة.
وتشارك في اعمال المؤتمر نخبة مرموقة من المسؤولين والخبراء ورجال الاعمال السعوديين والبريطانيين في مقدمتهم سمو الامير عبدالله بن فيصل بن تركي محافظ ورئيس الهيئة العامة للاستثمار بالمملكة ووزير الدولة البريطاني لشؤون التجارة والاستثمار مايك اوبراين وسفير بريطانيا السابق لدى المملكة ومستشار بنك اتش اس بي سي السيد ديفيد غوربوث وسفير بريطانيا السابق لدى المملكة السيد الان مونرو وعدد من كبار المختصين في مجال المال والاعمال البريطانيين والسعوديين والاجانب ومراسلو الصحف ووسائل الاعلام البريطانية والعربية والاجنبية.
وشكر سمو الامير عبدالله بن فيصل بن تركي في كلمته الرئيسية في المؤتمر منظمي المؤتمر واشاد بتوقيته لان العديد من الناس شغوفين بمعرفة ما يحدث في الاقتصاد السعودي اليوم.
وأكد سموه ان هناك فرص استثمار هائلة وعديدة في مختلف المجالات بالمملكة لاتعكسها بصورة كافية الاحصاءات التي تنشر وانها قد تصل في قيمتها الى الاف البلايين من الدولارات خلال العقد القادم.
وشدد سموه على اهمية ان يواكب الاستثمار تلبية الاحتياجات المتنامية للمواطنين السعوديين في مختلف مجالات الحياة مشيراً الى انه ورغم الحالة المضطربة في المنطقة الا انه يمكن التأكيد على ان المملكة اقل بلد في العالم لها نزاعات مع بلد آخر كما انها وطيلة تاريخها ظلت تحتفظ بعلاقات صداقة وتعاون وثيقة مع كل البلدان الديمقراطية المتقدمة في العالم ودعا المؤتمرين الى النظر الى تاريخ المملكة ومقارنته بأي بلد نام آخر في العالم.
واشار سموه الى ان المملكة استطاعت بفضل استقرارها واستباب الامن فيها ان تحقق نهضة شاملة وهائلة في فترة قصيرة من الزمن منتقلة من وضع يعد تحت الصفر الى اقتصاد مستقر ونام ومنافس وله دوره الفاعل في الاقتصاد العالمي.
وقال انه لا اختلاف حول التوجه الاقتصادي والسياسي والثقافي للمملكة ولكن قد يكون هناك اختلاف حول سرعة التغيير والتنفيذ الا ان ذلك يخضع لظروف موضوعية محلية وعالمية وقال ان تلبية احتياجات السوق والمواطنين وتقديم الضمانات الكافية للمستثمرين الاجانب والسعوديين على حد سواء يمثل اساس توجه الاستثمار في المملكة ودعا المؤتمرين للتركيز على الجوانب الاقتصادية المطروحة وترك ومناقشة الجوانب السياسية للمؤتمرات المختصة وفي ومواقع اخرى.
وشدد على ان هناك طلب نوعي هائل للتنمية في المملكة في جميع المجالات وان فرص الاستثمار لا تحصى.
وقال وزير الدولة البريطاني لشؤون التجارة والاستثمار مايك اوبراين خلال مخاطبته الجلسة الصباحية للمؤتمر: ان الحكومة البريطانية تساندة بقوة الاستثمار في المملكة مشيرا الى ان بريطانيا تربطها علاقات تجارية تارخية راسخة مع المملكة وان حجم العلاقات التجارية البريطانية مع المملكة اليوم يساوي حجم علاقاتها مع روسيا والهند مجتمعتين معا مؤكداً ان الاستثمار في المملكة يجلب لبريطانيا منافع كثيرة.
واضاف اوبراين ان صادرات بريطانيا الى المملكة قد ارتفعت هذاالعام ورغم الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة ارتفعت بنسبة 6 2 في المائة دليلاً على تواصل نمو واستقرارالعلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين.
وتطرق لموضوع الامن مشيراً الى ان حكومة المملكة تولي اهمية كبرى لتحقيق الامن والاستقرار فيها بصورة مستمرة وفي هذا تقف في مقدمة الصفوف اليوم في محاربة الارهاب العالمي.
وشدد على ان الاسلام دين للسلام وليس العنف وان الارهابيين يستغلون الدين لتبرير جرائمهم البشعة ولهذا يجب ان يتكاتف ويتعاون المسلمون والمسيحيون والهندوس ومعتنقو كل الاديان والمنتمون الى كل الشعوب في محاربة الارهاب.
موءكدا ان المجتمع الاسلامي وعبر التاريخ ظل ينبذ العنف ويدعو للسلام والحوار بصورة سلمية.
وقال ان بريطانيا استمرت في جذب الاستثمارت اليها رغم التهديدات الارهابية من الجيش الجمهوري الايرلندي وكذلك لن نوقف عن الاستثمار في المملكة العربية السعودية بسب بعض الاعمال الارهابية.
واشار وزير الدولة البريطاني الى ان المملكة تتخذ خطوات هامة في الاصلاح ولمصلحة المستثمرين الاجانب والمحللين وقد اجازت العديد من القوانين التي تنظم قطاع المال والاعمال وتقدم الحماية للمستثمرين كما انها قامت بتوقيع اتفاق مع الاتحاد الاوربي ونتمنى ان تناقش ندوة العام القادم انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية.
واوضح ان لبريطانيا استثمارات في المملكة تبلغ نحو 5 ،3 بلايين دولار كما ان هناك حوالي 30 الفا من البريطانيين يعيشون ويعملون في المملكة وقال نحن نرسل الى العالم رسالة بصوت ثقة وعال في المملكة ومجالات الاستثمار فيها ونأمل ان نواصل تعزيز وتطوير علاقاتنا مع المملكة وان الشركات البريطانية المشاركة في هذا المؤتمر ترغب في الاستثمار في المملكة وان الحكومة البريطانية على استعداد لتديم النصح والمشورة لها.
وقال رئيس تحرير مجلة «مييد ميدل ايستايكنوميك دايجست» ومنظم المؤتمر ادموند سوليفان خلال تقديمه الجلسة الافتتاحية قال انه وبالرغم من حالة الغليان المسببة للقلق التي تشهدها المنطقة فان الاقتصاد السعودي والذي هو اكبر واقوى اقتصاد في الشرق الاوسط ما زال في شكل جيد وعلى استعداد لمواجهة تحديات المستقبل وينمو بمعدل حقيقي فوق 5 في المائة في العام وان ميزان المدفوعات السعودي يسجل فائضاً وان الحكومةالسعودية تنفق الان اقل من دخلها وان العليمين باقتصاد المملكة يؤكدون ان الاداء الاقتصادي لها في هذا العام هو الافضل منذ عام 1981م.
واضاف ان التنمية في المملكة اليوم تنبني على قاعدة اعرض بكثير عن ما كانت عليه قبل 22 عاماً وان متوسط انتاجية المملكة النفطية تصل اليوم الى 7 ،8 ملايين برميل في اليوم وهو اعلى مستوى للانتاجية منذ عام 1981م وان متوسط اسعار النفط اعلى بنسبة 0 2 في المائة مما كانت عليه في العام الماضي.
وقال ان شركة ارامكو السعودية دشنت مبادرة شجاعة جديدة لانتاج الغاز في المملكة وان الهدف منها هو تأكيد الامدادات لشركة الصناعات الاساسية للمملكة «سابك» كما ان قطاع التعدين في المملكة من بين القضايا التى توليها الحكومة اليوم اهتماماً كبيراً.
وقال سفير بريطانيا السابق لدى المملكة ومستشار بنك «اتش اس بي سي» السيرديفيد غوربوث والذي ترأس الجلسات الصباحية للمؤتمر قال ان هذا المؤتمر وتوقيته هامين جداً لانهما يزيلان النقاب عن حالة الغموض والانطباعات المتباينة عن الوضع في المملكة اليوم كما ويتيحان الفرصة امام متحدثين مرموقين من الداخل في مقدمتهم سمو الامير عبدالله بن فيصل بن تركي ليحدثونا عن آخر التطورات فيها.
واشار الى ان المملكة وطيلة تاريخها ظلت اكثر البلدان امناً واستقراراً في العالم وانها اكثر البلدان العربية التي قدمت مبادرات شجاعة لمعالجة النزاع العربي الاسرائيلي.
واقتبس السير غوربوث من كتابات الكتاب والصحفيين الغربيين والامريكيين ليدلل على الانطباعات المتباينة والمتناقضة في احيان كثيرة عن المملكة في الغرب.
وشدد كبير الاقتصاديين ببنك الرياض الدكتور خان زاهد خلال مخاطبته المؤتمر على ان هناك امكانات اقتصادية هائلة كامنة في المملكة وان الحكومة وبالتعاون مع المستثمرين المحليين والاجانب تهدف الى اطلاق هذه الامكانات الكامنة على المدى البعيد.
واوضح ان هناك العديد من المزايا السياسية والاقتصادية التي يمكن ان تفيد المستثمر الاجنبي والمحلي على حد سواء مشيرا الى ان الكثافة السكانية المملكة متدنية جداً حيث هناك معدل 27 شخص فقط في الميل المربع بالمملكة وان 57 في المائة من سكان المملكة دون سن العشرين كما ان المملكة تمكنت بالفعل من اكمال تشييد احد اكثر البنيات التحتية المتقدمة على المستوى العالمي وان بالمملكة حوالي 280 بليون برميل من خام النفط الشيء الذي تحلم به اي من البلدان النامية الاخرى في العالم.
واشار الى ان المملكة تستفيد كثيراً من الناحية السياحية لكونها تحتضن اكثرالاماكن الاسلامية المقدسة التي يزورها ملايين الحجاج والمعتمرين في كل عام.
وشدد كبير الاقتصاديين ببنك الرياض على ان شعار العام هوالاصلاحات الاقتصادية وقد تم التصديق على القوانين التى تحكم اسواق المال في المملكة والقوانين التي تنظم التأمينات وقوانين التأمين الصحي للمواطنين وسيتم في المستقبل القريب التوقيع على اتفاق قيام الاتحاد المالي لمجلس التعاون الخليجي كما تم توقيع تجاري مع الاتحاد الاوربي وتقدمت المملكة بطلب انضمام لمنظمة التجارة العالمية.
واكد ان استقراءات الاقتصاد السعودي توضح انه سينمو بمعدل حقيقي وصل الى 5 ،7 في المائة في العام وان المملكة كونت لجاناً من المتخصصين وذوي الخبرات الاجانب لمعالجة ظاهرة البطالة من خلال التأهيل والتدريب لقواها العاملة لتلبية حاجةالسوق وبالتالي سعودة الوظائف.
وعدد الانجازات التى تمت في اطار اصلاح الاقتصاد وتكوين المجالس العليا المتخصصة في مجال النفط والمال.
وايضا المؤسسات التي تم تخصيصها وتلك التي في طريقها نحو الخصخصة في اكثر من 30 قطاعاً اقتصادياً، وابان بالاحصاءات احتياجات المملكة في مجالات توليد الطاقة وتوفير المياه والبتروكيماويات وغيرها حتى عام 2025م والتي تبلغ بلايين الدولارات وتحتاج الى استثمارات اجنبية الى جانب الاستثمارات الخاصة المحلية.
وقدم رئيس قسم تطوير الاعمال بشركة ارامكو السعودية خالد الفالح حديثا ضافيا بالارقام والبيانات عن الدورالمركزي للمملكة في الاقتصاد العالمي وسياستها الراسخة في الحفاظ على استقرار اسواق النفط العالمية نال استحسان المؤتمرين.
وتطرق الى فرص الاستثمار الجذابة في المملكة ومنها توفر المواد الخام والطاقة زهيدة الثمن للمستثمر الاجنبي والمحلي وعدد احتياجات المملكة بالارقام في مجالات توليد الطاقة وتحلية المياه وانتاج الغاز واستعرض الاحتياجات للاستثمار في ترقية وتطوير مصافي النفط في المملكة وبالخارج.
واشار الى ان الطلب على الطاقة العالمية يتوقع ان يزداد بنسبة 65 في المائة خلال المستقبل القريب وان النفط والغاز سيستمران في ان يلعبا دوراً اساسياً وهاماً في مجال الطاقة العالمية وقال ان للمملكة قدرات انتاجية واخرى احتياطية لتلبية الاحتياجات العالمية متى ما تطلب الوضع ذلك حيث ان للمملكة حوالي 25 في المائة من الاحتياطي العالمي من النفط ومع دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى لهم 46 في المائة من الاحتياطي العالمي من النفط ومن حيث الانتاجية فان المملكة ما زالت وربما ستظل اكبر منتج للنفط في العالم.
واشار الى انه وبالرغم من ان وضع المملكة من ناحية احتياطي الغاز ليس مماثلاً للنفظ الا انها تملك 19 في المائة من احتياطي الغاز العالمي كما انه يتوقع ان يتوصل التنقيب عن الغاز الى اكتشاف كميات هائلة جديدة خصوصاً في منطقة الربع الخالي.
واوضح ان احتياجات شركة ارامكو فقط من الاستثمارات حتى عام 2007م تصل الى 9 بلايين دولار. واشار الى النجاحات التي تحققت في مجال البتروكيماويات في منطقتي الجبيل وينبع يمكن ان تكون قاعدة تنبني عليها الاستثمارات في مجال الغاز والبتروكيماويات في المستقبل وقدم امثلة لامكانات تطويرمصافي النفط مثل مصفاة رابغ، وتحدث باسهاب عن احتياجات مجال توليد الطاقة في المملكة والتي يتوقع ان تصل الى5 غيغاوات بحلول عام 2020م.
|