* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
قالت مصادر فلسطينية ل «الجزيرة» إن مسلحين فلسطينيين أطلقوا النار على منزل ياسر عبد ربه وزير الثقافة والإعلام السابق وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وهو أحد مهندسي وثيقة جنيف الأساسيين، والتي من المفترض التوقيع عليها الاثنين وذلك في إشارة إلى ارتفاع وتيرة المعارضة الفلسطينية الشعبية للوثيقة، وخاصة بين أوساط اللاجئين الفلسطينيين المتواجدين بكثرة في قطاع غزة..
وتعرض الموقعون على وثيقة جنيف لضغوط شديدة داخل الأراضي الفلسطينية، تراوحت بين التظاهرات والتهديدات والاعتداء على مواكبهم بهدف ثنيهم عن التوجه إلى جنيف لاطلاق هذه الوثيقة غير الرسمية التي تثير جدلا واسعا لدى الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي..
ورغم ازدياد الضغط على الموقعين من قبل أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح والشارع غادر أكثر من 50 فلسطينيا من الموقعين على هذه الوثيقة الأراضي الفلسطينية متوجهين إلى جنيف.
وقال بيان ناري صادر عن كتائب شهداء الأقصى في قطاع غزة: نحذر وزير الأسرى هشام عبد الرازق وياسر عبدربه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية من الاستمرار بهذه المسرحية الغبية والحقيرة وندعو كافة الشرفاء بعدم التعاطي مع الدعوات المشبوهة الصادرة والموجهة من جنيف وعدم مباركة هذه الاتفاقية الجائرة التي تتجاهل ثوابتنا الفلسطينية المقدسة وعلى رأسها حق العودة..
واعتبر البيان أن هذه الدعوات تآمرية ومغمسة بدماء الشهداء.. ووجه البيان الدعوة إلى كتائب شهداء الأقصى وجموع المجاهدين إلى تصعيد المقاومة والانتفاضة المجيدة ضد الاحتلال في كل مكان ردا على هذه المؤامرة..
هذا واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس الأول وثيقة جنيف باطلة وتعتبر تنازلا عن الحقوق الفلسطينية المشروعة.
وقال إسماعيل هنية القيادي السياسي البارز في الحركة ل «الجزيرة» إن وثيقة جنيف باطلة وتشكل تنازلا عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حق العودة للاجئين الفلسطينيين ... وهي تمثل خروجاً عن الإجماع الوطني الفلسطيني الذي يهدف إلى استعادة كامل الحقوق الفلسطينية وفي مقدمتها حق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين يزيد عددهم عن أربعة ملايين..
يذكر أن وثيقة جنيف والتي سيعلن عن انطلاقها (الاثنين) في سويسرا أعدت من قبل عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه ويوسي بيلين ناشط السلام الإسرائيلي إضافة إلى آخرين من الجانبين..
ويرى الكثير من الفلسطينيين أن الوثيقة تتنازل عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين فيما تمنح اسرائيل سيطرة على معظم أراضي مدينة القدس؛ وتوافق على الإبقاء على عدد كبير من المستوطنات المقامة على الأرض الفلسطينية مع اعترافها بحق الفلسطينيين في إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح..
وكانت السلطة الفلسطينية قد اعتبرت أن وثيقة جنيف غير ملزمة للحكومة الفلسطينية معتبرة أن مشاركة المسئولين الفلسطينيين في الفعاليات المرتبطة بها تبقى في نطاق النشاط الشخصي لكل منهم..
وكان رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع امتنع عن تأييد اتفاقية جنيف موضحًا بأن الوزراء والمسؤولين الفلسطينيين الذين يشاركون فيها يفعلون ذلك بصورة شخصية.. مشيراً: إلى أنه ليس لها صفة رسمية؛ لكن هي جهد جيد يقوم به دعاة السلام من الجانبين.. منوها: لقد أحدثت الوثيقة تفاعلات سواء لدى الرأي العام الإسرائيلي أو الرأي العام الفلسطيني..
وبعد جدل واسع داخل أروقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وافق الأخير على تمكين أعضاء في حركة من المشاركة في مراسم التوقيع على اتفاقية جنيف.. وقد اتصل عرفات مساء (الأحد) بأعضاء حركة فتح ودعاهم إلى مكتبه..
وفي هذا الصدد قالت مصادر فلسطينية ل «الجزيرة» إن عرفات أوضح لهم أهمية المشاركة في اللقاء، وأكد على دعمه لأي جهد يبذل من أجل استئناف العملية السلمية..
| 
