نلتفت.. فنجد قلوباً معبأة بالألم والوجع والحسرة والمعاناة!!
نلتفت ثانية.. فنرى قلوباً لم تتوضأ بعد في ينابيع النقاء، والصفاء، والنزاهة، والمساحة... ولو توضأت لاستحالت الينابيع إلى سواد قاتل.
نلتفت مرة أخرى.. فنصعق كما لو أن ماساً كهربائياً قد نال أجسادنا وهي مبتلة..
الفرد منهم ظاهره التقوى والصلاح.. بيد أن العبرة في الباطن.. وما أدراك ما باطنه.. وليتك لا تدري!!
يجلدك بسياط القسوة.. طفل كل ما تحتاجه لمسة حنان.. أو بسمة نقاء.. أو عيدية تفرحك وتطير بأم عقلك وإن تواضعت.
أفراد ظاهرهم البشرى والخير يصعب عليهم استمالة قلب طفل نحوهم.. وتمكينه من محبتهم.. هذا إن لم تمتلىء صدور الأطفال غيظاً وحنقاً من أولئك الكبار.
أفراد ظاهرهم الخير وألسنتهم سياط نشأت من أنياب ثعابين سامة، حارقة، عليك ألا ترشهم برذاذ ماء حتى لا يعاجلوك بسياطهم فتندم لأنك نويت برش الماء ترطيب قلوبهم.. فأحرقوك بنار سمومهم من حيث لم تتوقع.
يظن أولئك أن البهرجة الخارجية هي الأهم.. وما دروا..!!
ما حاجة طفل بمن لم يعطف عليه، وإن استقام ذلك الفرد.. لنفسه.. وهو مقصر مع الآخرين.
تلتهم أعينه وريقات.. يقرأ الصفحة تلو الصفحة بأعين فقط.. وعقل متوقف.. متعطل لا يكاد يعي حرفاً يقرؤه لكي يستوعبه ويتعامل مع الناس على أساسه..
يقرأ منهجاً يسيّر بشرية لكنه يعجز عن تسيير طفل لو سار طوع أمره ما سار إلا بعد أن أحبه.. وهفت نفسه إليه.
من يستطيع استمالة قلب طفل لن يعجزه قلب كهل، وقبله قلوب الشباب.. ولكن المصيبة من أطاح بقلوب الأطفال من حيث لا يدري فبذر في أفئدتهم بذرة تنمو بنموهم وتكبر مع كبرهم إلى أن تصبح شامة يصعب استئصالها.. وحين تستأصل تدع أثراً واضح المعالم، ظاهراً للعيان.
نلتفت فنحتمل قسوة الكبار علينا، ونحن كبار، ونتجرعها على مضض، ولكن هل يحتمل الصغير قسوة الكبير الناضج في حقه.. ومن جراء جفاف أرعن.. وجهل بتكنيك التعامل المنطقي مع الطفل المشاكس لترويضه شيئاً فشيئاً حتى يتأدب ويبث لواعج حبه لمن كان له دور في تأدبه.
*فاكس: 8435344-03
|