دليل إخفاق برامج التعليم في العالم العربي كله أنها لم تستطع حماية الطلبة والطالبات في الأقطار العربية من غزو مذاهب الهدم والتخريب، ومن فساد الخلق، وضعفهم في لغتهم الأصيلة وعلوم دينهم، وضعف المستوى العام.
وإخفاق برامج التعليم في ذلك دليل على أنها في حاجة إلى الإصلاح الشامل، وصحف العالم العربي تنشر أخباراً وحوادث عن كارثة الأخلاق في بيئات الطلبة والطالبات في جميع مراحل التعليم، والفوضى الجنسية، وتعاطي أطفال المرحلة الابتدائية السجائر، وتقليدهم الكبار في الفساد.
كما تنشر الصحف «تقارير» الخبراء والمربين التي تذكر هذا الفساد مضافا إليه ضعف مستوى الطفل، ومن بين هذه التقارير تقرير أعده أكبر الخبراء والمربين ورجال التعليم في مصر أن كثيراً من التلامذة في الابتدائية لا يحسنون كتابة الأسماء السهلة المجردة.
ونشرت صحف مصر منذ بضع سنوات تقريراً للمشرف الألماني على طلاب مصر في معاهد ألمانيا الغربية وكلياتها، وذكر فيه أن 80% منهم ضعاف لا يصلحون للتعليم الجامعي، وأن 3% منهم أفذاذ متفوقون، ومن بقي بعد ذلك يستطيعون السير.
وإذا علمنا أن عدد هؤلاء الطلاب بضعة آلاف أدركنا فدح المصاب في برامج التعليم التي لم تستطع أن تعد الطلاب بحيث يكون في وسعهم التعليم الجامعي.
وبالنسبة لبلادنا أرى أن نراجع نتائج الامتحان النهائي والشهادات، فإذا كان الرسوب 30% والنجاح بدرجات وسط أو أقل بنسبة 30% والتفوق بنسبة 10% فيجب أن نعود إلى برامجنا بالإصلاح.
ويجب أن نزن الخسارة أو نقدرها بالنسبة للأمة، فإذا بلغ عدد الراسبين مئة ألف طالب في جميع المراحل من نصف مليون طالب تقريباً فمعنى ذلك أن الأمة خسرت مئة ألف كل سنة، وهذه كارثة يجب أن تشغل المفكرين والمسؤولين في وزارة المعارف حتى تتلافى الخطأ المفضي إلى الكارثة.
«عن مقال نشر في البلاد الغراء للأستاذ أحمد عبدالغفور عطار».
|