في مثل هذا اليوم من عام 1954 قرر مجلس الشيوخ الأمريكي بأغلبية 65 صوتا مقابل 22 صوتاً إدانة السيناتور جوزيف ر. مكارثي لارتكابه أفعالا تتنافى مع عضويته بمجلس الشيوخ. والإدانة، التي تعادل اللوم، تتعلق بالتحريات الشهيرة والمثيرة للجدل التي أجراها مكارثي عن المشكوك في اعتناقهم للشيوعية في الولايات المتحدة الأمريكية، سواء من أفراد الحكومة، أو الجيش، أو المجتمع المدني.
كان مكارثي عضواً جمهورياً مغموراً بمجلس الشيوخ عن ولاية ويسكونسن.
وقد بدأ ما يعرف ب «المكارثية» في 9 فبراير 1950، حين أعلن مكارثي في خطاب ألقاه أن بحوزته قائمة تضم 205 أسماء من أسماء الشيوعيين الذين اخترقوا إدارات الدولة بالولايات المتحدة الأمريكية.
هذا التصريح الذي لا تدعمه أي براهين، والذي لم يزد عن كونه موقفاً دعائياً، دفع بالسيناتور مكارثي إلى بؤرة الأضواء على المستوى القومي. وحين طلب منه أن يكشف عن الأسماء التي تحتويها القائمة، ذكر السيناتور اسم مسؤول رسمي واحد تداعى إلى ذهنه، وقرر أنه مذنب حيث وصفه ماكارثي بأنه «أكبر جاسوس روسي» في أمريكا.
وقد حثت هذه الاتهامات وغيرها من الاتهامات الصادرة مجلس الشيوخ على تشكيل لجنة خاصة لتحري الأمر.
ولم تجد اللجنة براهين تذكر لإثبات التهم التي ألقاها ماكارثي.
وعلى العموم فإن ماكارثي كان قد لمس عصباً حساساً لدى عامة الجمهور الأمريكي.
وفي خلال السنتين اللتين تلتا ذلك، ألقى تهماً أكثر إثارة، بل إنه هاجم جورج سي.مارشال، وزير الدولة السابق الذي كان يحظى بالاحترام في عهد الرئيس هاري س.ترومان.
|