في مثل هذا اليوم من عام 1961 وبعد عام من العلاقات شديدة التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوبا، أعلن القائد الكوبي فيدل كاسترو علانية اتباعه للمذهب الماركسي اللينيني. وقد كان هذا التصريح بمثابة إعلان وإقرار لمدى العداوة المريرة بين الدولتين خلال الحرب الباردة.
تولى كاسترو السلطة في عام 1959، بعد أن قاد ثورة ناجحة ضد النظام الدكتاتوري لفولجينثيو باتيستا. ومنذ البداية تقريبا، كانت الولايات المتحدة الأمريكية تخشى من الميول اليسارية الشديدة لسياسات كاسترو. فقد نفذ الإصلاح الزراعي، وصادر ممتلكات شركات البترول الأجنبية، ثم صادر في النهاية جميع الممتلكات الأجنبية في كوبا.
كما أقام كاسترو علاقات ديبلوماسية وثيقة بالاتحاد السوفييتي، وسرعان ما مده الروس بالمعونات الاقتصادية والعسكرية.
وبحلول شهر يناير 1961، قطعت الولايات المتحدة الأمريكية علاقاتها الدبلوماسية بكوبا. وفي أبريل، تم اجتياح خليج الخنازير، حيث حاول المئات من المتمردين المسلحين الذين دربتهم الولايات المتحدة الأمريكية النزول على ساحل هذا الخليج بكوبا، بنية إسقاط حكومة كاسترو.
وانتهى الهجوم بهزيمة عسكرية منكرة للمتمردين، وهزيمة دبلوماسية محرجة للولايات المتحدة الأمريكية. وفي ديسمبر 1961، أكد كاسترو ما كان معظم الرسميين الأمريكيين يعتقدونه، ففي خطاب مذاع بالتلفزيون في الثاني من ديسمبر أعلن كاسترو اتباعه لهذا المذهب ورغبته في الإبقاء عليه طيلة حياته.
كما أشار إلى أن الشيوعية ستكون القوة المسيطرة في السياسة الكوبية.
يذكر أن البعض كانوا قد شككوا في ولاء كاسترو لقضية الشيوعية، اعتقاداً منهم أن تصريحه لم يكن إلا حيلة للحصول على المزيد من المساعدات السوفييتية، لكن كاسترولم ينحرف أبداً عن المبدأ الذي أعلنه.
|