في مثل هذا اليوم من عام 1942م قام عالم الفيزياء إيطالي المولد إنريكو فيرمي الحائز على جائزة نوبل بإدارة أول تفاعل ذري متسلسل والتحكم في إنتاجه بمعمله الذي يقع تحت مدرج ستاج فيلد بجامعة شيكاغو، معلنا بذلك دخول العصر الذري.
وبنجاحه في إتمام التجربة، تم إرسال رسالة بالشفرة إلى الرئيس روزفلت تقول: «لقد رسا البحار الإيطالي على شاطئ العالم الجديد». وعقب اكتشاف السير جيمس شادويك في إنجلترا للنيوترون، وإنتاج كروز للنشاط الإشعاع الاصطناعي، قام فيرمي بالتركيز في عمله على إنتاج النشاط الإشعاعي بالتلاعب بسرعة النيوترونات المستمدة من البريليوم المشع. وتم القيام بالمزيد من التجارب المثيلة باستخدام عناصر أخرى، تشمل اليورانيوم 92 التي نتج عنها مواد مشعة جديدة؛ فاعتقد زملاء فيرمي أنه قد قام بتخليق عنصر جديد يقع بعد اليورانيوم في جدول مندليف ويحمل الرقم الذري 93.
وظل الشك ينتاب فيرمي حول اكتشافه، رغم حماس زملائه من الفيزيائيين، ثم تحول الشك إلى يقين في عام 1938م، حين تم منحه جائزة نوبل للفيزياء «لاكتشافه لعناصر مشعة جديدة». ورغم أن السفر كان محظوراً على الرجال الذين حكم جهاز الأمن القومي بأنهم يقومون بأعمال حيوية، سمح لفيرمي بمغادرة إيطاليا والذهاب إلى السويد لتسلم جائزته. ولم يعد بعدها فيرمي أبدا، لا هو ولا زوجته لورا، حيث كانت توجهاتهم السياسية ضد نظام موسوليني الفاشي، ثم هاجر فيرمي إلى مدينة نيويورك بولاية كولومبيا الأمريكية، لاسيما حين أعاد العديد من تجاربه مع نيلز بوهر، الفيزيائي دانماركي المولد الذي ألمح إلى إمكانية حدوث تفاعل نووي متسلسل. لقد رأى فيرمي وآخرون إمكانية تطبيق مثل هذه القوة المتفجرة في المجال العسكري، وأسرعوا بكتابة خطاب للرئيس روزفلت، حذروه فيه من أخطار القنبلة النووية الألمانية.
ووقع ألبرت آينشتين على الخطاب، وسلمه للرئيس في 11 أكتوبر 1939م. وكانت النتيجة الحقيقية لهذا العمل هي مشروع مانهاتن، وهو البرنامج الذي أقامته أمريكا لتخليق قنبلتها الذرية.
|