أما الزمان فأيام عيد وفرح وسرور وأنس وسعادة وحبور.
أما المكان فرحلة صيد بريئة ولهو مباح وممارسة شرعية شريفة.
أما الضحية فكيان خلق وأدب وصرح حياء يتقاطر حتى الركب.
أما الغدر فهي يدٌ استوى فيها الماء مع الدماء والحجر مع الأشلاء لم تراع لمسلم حرمة ولا لضيف قيمة.
إنه طلال الرشيد.
قد تتباين في بعض منهجيته الآراء وقد تختلف المدارك والعقول بحسب الأهواء.
أما النفوس فقد أجمعت والقلوب قد اتفقت على محبة طلال وتقديره.
هاتفني قبل ثلاث سنين مضت ولم أكن قد التقيته قبل ودعاني لزيارة مجلته فقابلته باحتفائه وبشاشته وخلقه.
وأبلغني بطلبه أن يكون هناك مشاركة شرعية لمجلته عبر زوايا إفتاء ودعوة وإرشاد.
فحمدت له هذا الهمَّ وشكرته على هذه الرغبة الصادقة الطيبة والتي لا تستغرب على أبناء هذا البلد بفطرهم السليمة البيضاء.
ووعدته خيراً أن أبذل وسعي في حث من التقي بالمشاركة في هذا المنبر الإعلامي.
وأوصيته خيراً بهذا اللسان العربي المبين.
وكانت تلك الأولى والأخيرة في لقائه.
ثم أكرمني مرة أخرى أن بعث لي بإهداء من مجلته مع تلطف كريم ودعوات مرهفة.
أيقنت حينذاك ما قر في نفسي مسبقا أن في بني قومي خياراً من خيار.
وما أجمل أن يكون ذلك الأنموذج من أحد شبابنا السعودي القدوة في بذله وعطائه وفكره وحسه.
لقد وجدته شهادة حق يحمل هماً صادقاً ومحبة ولهفاً للخير وأهله.
يحب العلماء ويهاتف المثقفين والأدباء.
استطاع في عمره الناضج أن يرتبط بنصيب وافر من التقدير والاحترام والاحتفاء من كافة وجوه المجتمع وأطيافه.
أما بذله وإحسانه وصدقته وعطفه وصفاته.
فهو يمتلك إمبراطورية هائلة من السجايا الحميدة وشبكة ممتدة من أيادي البر والمعروف وسلسلة متواصلة من حب الفقراء والمحتاجين والأرامل والأيتام.
ولكنه الموت الذي يقبض الأصفياء والأقربين وينتزع الفضلاء والمحبين.
فهنيئاً لك أيها الأديب هذا القبول من عباد الله والمحبة من أوليائه.
جعل الله منازلك دار القرار وجمعك بالصديقين والأبرار.
ورزق والدتك وزوجك وبنيك الصبر والسلوان.
|