Tuesday 2nd december,2003 11387العدد الثلاثاء 8 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مدير جامعة الإمام.. د. السالم لـ « الجزيرة »: مدير جامعة الإمام.. د. السالم لـ « الجزيرة »:
الدفاع عن المملكة وكشف جذور الإرهاب والعنف والتطرف جملة أهداف المؤتمر
المنظمات الدولية هي المعنية بتحديد صيغة مشتركة لمعنى الإرهاب

* حوار - مبارك أبو دجين
في زمن تشتد فيه الحاجة لدراسة التطورات المحلية والدولية الخطيرة، وفي حقبة ظهرت فيها بعض الفئات المنحرفة فكريا وسلوكيا فأساءت الى المجتمعات المسلمة ودنست التاريخ المجيد لهذه الامة العريقة، تبرز قضايا الارهاب والعنف والغلو كمترادفات احيانا ومتتابعات احيانا اخرى، يجمعها شيء واحد هو انها تعد فكرا وسلوكا دخيلا على مجتمعنا السعودي النبيل ومحاولة يائسة للنيل من وحدته وصلابته، وانطلاقا من الايمان العميق لدى كيانات المجتمع المختلفة بضرورة التصدي لهذه المحاولات وكشف زيفها وضلالها، اتجهت الجامعات والمؤسسات العلمية الاخرى لاتباع الاساليب العلمية المناسبة لدراسة هذه المشكلة والتعرف على اسبابها ووصف العلاج الملائم لها، حماية للمجتمع ودعما للوحدة الوطنية الراسخة.
واحد من اهم هذه الاساليب يتم الاعداد له حاليا في جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية من خلال تنظيم الجامعة مؤتمرا عالميا عن موقف الاسلام من الارهاب والعنف والتطرف.
«الجزيرة» التقت معالي مدير الجامعة الدكتور محمد بن سعد السالم رئيس اللجنة العليا للمؤتمر في حوار حول المؤتمر المزمع اقامته خلال الاشهر المقبلة وبعض الموضوعات ذات العلاقة واليكم نص الحوار:
* في البداية.. هلا اخبرتمونا معالي المدير عن اهداف المؤتمر والمحاور التي يناقشها؟
- جاءت اهداف المؤتمر لتعبر عن اهم مواطن ظواهر الارهاب والعنف والغلو التي يعاني منها العالم المعاصر. وبذلك ركزت الاهداف على الكشف عن جذور الارهاب والعنف والتطرف، وانه نتاج لفكر منحرف حذر منه علماء الامة في مختلف العصور. وبيان وسطية الاسلام وعدالة تعاليمه وبعدها عن العنف ودعوتها الى الحوار والاقناع والمجادلة بالتي هي احسن وتوضيح الرأي الشرعي المستند الى الدليل حول الاحداث الاخيرة التي شهدتها عدة من المجتمعات الانسانية.
كما يهدف المؤتمر الى الاسهام في الدفاع فكريا وعلميا عن المملكة العربية السعودية، وكشف ما يروج عنها في الخارج وما يلفق حول موقفها من أكاذيب وتهم ويهدف المؤتمر ايضا الى تقديم مقترحات علمية وتربوية ونفسية واجتماعية للجهات المختصة اسهاما في العلاج المطلوب، كما يهدف المؤتمر الى توضيح موقف جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية بجلاء من الفكر المنحرف.
وفي ضوء هذه الاهداف تم بناء محاور المؤتمر من ستة محاور رئيسة تتفرع منها مجموعات من المحاور الفرعية المتخصصة.
فالمحور الاول يتناول حقيقة الارهاب والعنف والتطرف وذلك من خلال دراسة المفاهيم والجذور والمظاهر والاشكال.. والمحور الثاني يتناول الارهاب والعنف والتطرف في ميزان الشرع: في القرآن الكريم وفي مواقف الصحابة والتابعين وفي مواقف العلماء ماضيا وحاضرا ويتناول المحور الثالث الارهاب والعنف والتطرف من حيث التاريخ والاسباب والنتائج كما يناقش المحور الرابع موضوع التعامل مع الارهاب والعنف والتطرف من خلال فحص وظيفة: العلماء والدعاة والاسرة والمدرسة والمؤسسات الاجتماعية والمؤسسات الاعلامية والمؤسسات الامنية، ويعرض المحور الخامس وسطية الاسلام وسماحته ودعوته للحوار. اما المحور السادس والاخير فيناقش موقف المملكة العربية السعودية من الارهاب والعنف والتطرف ماضيا وحاضراً وذلك عبر دراسة الاسس التي تقوم عليها المملكة والمنهج الذي تسير عليه، وكذلك جهود المملكة في مكافحة الارهاب والعنف والتطرف في الماضي والحاضر سواء على المستوى الداخلي او الخارجي.
* صاحب المعالي.. بودنا التعرف على الشخصيات المشاركة في المؤتمر داخلياً وخارجياً؟
- انطلاقا من ان المؤتمر يعد مؤتمرا دولياً فقد رأت اللجنة العليا للمؤتمر ان تكون المشاركة في فعالياته المختلفة مشاركة دولية بغية الحصول على مختلف وجهات النظر ومناقشة مجمل الآراء التي يمكن ان تشكل فهما حقيقيا لظاهرة الارهاب والعنف والغلو ووسائل التصدي لها، وبذلك فقد اعتمدت اللجنة العليا ان تكون فعاليات المؤتمر باللغتين العربية والانجليزية اما عدد المشاركين فمن المتوقع ان يزيد على مائة مشارك ومشاركة من العلماء واساتذة الجامعة والمفكرين وقادة الفكر.
* لما يحتله الجانب الاعلامي من أهمية في ابراز الاحداث على مختلف المستويات، ماذا عن اهم اتجاهات العمل الاعلامي الذي تنوون تنفيذه؟
- نحاول في هذا المؤتمر مخاطبة المجتمعات الانسانية كافة واظهار موقف الاسلام من الارهاب والعنف والغلو بكل اشكالها ووسائلها واساليبها ولذلك تؤمن اللجنة العليا للمؤتمر بأهمية العمل الاعلامي المنظم والشامل لكل وسائل واساليب العمل الاعلامي المعاصرة حيث يمكن من خلال التوظيف الجيد للجهود الاعلامية تعريف الجمهور العريض برسالة المؤتمر وتزويد الناس بالمعلومات الصحيحة والصادقة والموثقة عن موضوعه، فلاشك ان للاسلام موقفا واضحا من الارهاب والعنف والتطرف ودوافعها يتمثل في مقاتلها ومحاربتها والتعاون من اجل حماية الناس من خطرها وآثارها، ومن اجل بيان موقف الاسلام من هذه الظاهرة وتوضيح وسطية الاسلام وسماحته ودعوته الى الحوار البناء وجب بذل الجهد الاعلامي الكبير الذي يستطيع التواؤم مع الجهود العلمية المميزة التي يجري الاعداد لها ايضا من اجل ان تتسم اعمال المؤتمر بالتكامل الجيد الذي نحاول من خلاله الرقي الى مستوى تطلعات قادة هذا الوطن وابناء شعبه الاخيار.
* هل سيتم من خلال المؤتمر الاتفاق على صيغة مشتركة بين دول العالم تحدد معنى الارهاب؟
- اعتقد ان هذا الهدف يمكن تحقيقه من خلال المنظمات الدولية اما الجامعات فهي معنية في المقام الاول بالرسالة العلمية التي تنشأ الجامعات من اجلها، ولذلك فعندما تعقد جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية مؤتمرا دوليا عن موقف الاسلام من الارهاب فانها تحاول بذلك المساهمة في حل هذه الاشكالية الدولية من خلال رسالتها العلمية الاكاديمية في المقام الاول، كما ان تميز الجامعة في رعايتها للعلوم الشرعية يحملها مسؤولية اعظم في هذا الاطار، ولذلك لا اعتقد ان المؤتمر سيتجه لتحديد صيغ او مفاهيم دولية من اي نوع ولكنه يتجه مباشرة لتحقيق الهدف المحدد بدقة تتفق مع رسالة الجامعة وهي توضيح وبيان الموقف العلمي الشرعي للاسلام من الارهاب والعنف والغلو.
* معالي د. محمد السالم.. اتهمت المملكة العربية السعودية بالارهاب، كما اتهمت بذلك بشكل خاص جامعة الامام فكيف تردون على ذلك؟
*ر40ر*
وقد سارت هذه البلاد المباركة - بفضل الله ومنته - على منهج سوي وسطي قويم والتزمت كل مؤسسات المجتمع وكياناته بالسير على هذا المنهج واتباعه.
* هل ثمة خطة لتكريس معنى الوسطية في الاسلام؟ وما دور الجامعة في ذلك؟
- الوسطية هي منهج الامة الاسلامية الذي ارتضاه الله لعباده في قوله تعالى : {وّكّذّلٌكّ جّعّلًنّاكٍمً أٍمَّةْ وّسّطْا لٌَتّكٍونٍوا شٍهّدّّاءّّ عّلّى النّاسٌ} وتحرص الجامعة في كل ما يصدر عنها على الالتزام بهذا التوجيه الرباني العظيم، وتؤكد انه لتحقيق الوسطية ينبغي للشباب الرجوع الى علماء الامة المشهود لهم بالكفاءة والوسطية في فهم الاحكام الشرعية المتعلقة بأحوال المجتمع المسلم المعاصر وبخاصة عندما تظهر المشكلات الجسام وتبرز القضايا العامة للأمة، وحين تبدو الحاجة للفهم العميق للنصوص الشرعية ولمواطن الاستدلال الاخرى من الاجماع والقياس ونحوهما.
* أخيراً.. معالي الدكتور.. ما تعليقكم على أحداث العنف الأخيرة التي شهدتها مدينة الرياض؟
- ما حدث في مدينة الرياض من ترويع للآمنين وقتل للأبرياء وسفك للدماء في شهر رمضان المبارك يعد عملاً اجرامياً مشيناً بكل المقاييس الشرعية الانسانية وهو نتاج فكر ضال منحرف ومحصلة نهائية للبعد عن العلماء الأكفياء.
إن العلماء هم الحصن الحصين الذي يجب أن يلجأ اليه الشباب وطلاب العلم للتفقه في الدين، ولفهم الحقوق والواجبات الشرعية وفق كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وإن ما حل ويحل بأمة الاسلام اليوم من الويلات والنكبات يعد نتيجة مباشرة لذلك السلوك المشين لنفر من المحسوبين على المسلمين الذين حملوا آراء ومعتقدات فاسدة زادها ضلالاً وفساداً اتخاذها من ضعاف العلم ومن تعوزهم الحكمة والدراية بأحوال الزمان والمكان وبدلالات النصوص الشرعية مرجعية للفتيا وللقول على الله وعلى الناس بغير علم.
إن مثل هذا التوجه الضال لا يخدم مصلحة الأمة الاسلامية في حاضرها ولا في مستقبلها بل يزيد من جرأة الأمم والشعوب الأخرى على المسلمين ويوجد لهم المبررات لمهاجمة المجتمع المسلم بكل وسيلة ممكنة، كما يصرف المسلمين أنفسهم ويشغلهم عن دعم برامج البناء والتنمية للمجتمع ومواكبة التطورات التي تنعم بها شعوب كبيرة في العالم.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved