أضيفت لمبادرات السلام المتعددة التي تستهدف حل الصراع العربي/ الاسرائيلي مبادرة جديدة، أطلق عليها «مبادرة جنيف» نسبة للمكان الذي شهد توقيع وثيقتها.
وزادت وثائق السلام الفلسطينية/ الاسرائيلية وثيقة جديدة لتنضم لملايين الأوراق التي حملت وعوداً وخططاً للسلام ما تزال تنتظر تنفيذ السلطات الاسرائيلية لبنودها، ووقعت اتفاقية جنيف من قِبل الاسرائيليين والفلسطينيين في حفل كبير حضرته شخصيات فلسطينية واسرائيلية حرصت على وصف مشاركتها بأنها شخصية، وشخصيات دولية أضفت على الاحتفال والاتفاقية غطاءً دولياً فمن الفلسطينيين حضر اضافة الى عراب الاتفاقية من الجانب الفلسطيني وزير الاعلام السابق ياسر عبدربه ومن الجانب الاسرائيلي حضر وزير العدل السابق يوسف بيلين والرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر ووزيرة خارجية سويسرا. وأرسل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مستشاره الأمني جبريل الرجوب لتمثيله في حفل التوقيع.
واتفاقية جنيف التي وقعت مساء أمس بدأ التفاوض بشأنها سراً منذ حوالي ثلاثة أعوام قبل ان يكشف النقاب عنها في اكتوبر الماضي.
وتعود بدايات هذه المبادرة الى كانون الثاني/ يناير 2001م بعد أشهر من اندلاع الانتفاضة بينما كانت الحكومة الاسرائيلية برئاسة ايهود باراك والسلطة الفلسطينية تقومان بمحاولة أخيرة للتوصل الى مصالحة في مدينة طابا المصرية.
وبعد فشل محادثات كامب ديفيد في تموز/ يوليو 2000 التي شارك بها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وباراك وذلك بحضور الرئيس الأمريكي حينذاك بيل كلينتون، كان هدف مفاوضات طابا التوصل الى تسوية دائمة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وحاول وزير الاعلام الفلسطيني ياسر عبدربه ووزير العدل الاسرائيلي يوسي بيلين بدون جدوى تحديد حدود دولة فلسطينية مقبلة وتسوية قضايا اللاجئين ووضع القدس وتقاسم المياه.
إلا ان تولي حكومة اسرائيلية متشددة برئاسة ارييل شارون بعد أسابيع، لم يقض على هذه الجهود التي تواصلت على الرغم من إبعاد بيلين عن السلطة.
واقترح عبدربه بسرعة على بيلين مواصلة المحادثات، وذكرت صحيفة «24 ساعة السويسرية» ان بيلين «قبل بهذا التحدي بضوء أخضر من الموساد» جهاز الاستخبارات الاسرائيلي.
وعقد الرجلان لقاءات في مقر صحيفة «القدس» الفلسطينية في القدس الشرقية العربية أو في مقر البنك الدولي في شمال المدينة المقدسة.
وفي لقاء عقد في بداية 2001م في لندن، توصل الجانبان الى اتفاق حول الحدود والأمن، وهذا ما شجعهما على تشكيل فرق من المتخصصين ودفعهما الى السعي للحصول على دعم دولي.
وأبلغ بالأمر سراً الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان والممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا ووزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر ونظيره الروسي ايغور ايفانوف والرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر مهندس اتفاقات كامب ديفيد «1979م».
ولم يبق سوى العثور على ممول لتأمين سير المفاوضات التي نظمت في عدة مدن في العالم.
وبينما كان بيلين يشارك في كانون الأول/ ديسمبر 2001م في جنيف بمناقشات تعرَّف الى استاذ العلوم السياسية في جامعة جنيف الكسيس كيلر وقالت الصحيفة: «ان هذا الرجل كان الراعي المثالي فهو ابن مصرفي غني جداً وتصغي ميشلين كالمي - راي لنصائحه».
وكالمي - راي اشتراكية من جنيف أصبحت وزيرة للخارجية السويسرية في نهاية العام 2002م ومنذ ذلك الحين تقدم برن دعماً لوجستياً ومالياً للمفاوضات.
وبين العمليات الفدائية والغارات والاعتداءات الاسرائيلية كاد كلير ينسحب مرتين من المشروع في تموز/ يوليو وأيلول/ سبتمبر الماضيين.
وقال للصحيفة السويسرية الأسبوعية «لوماتان ديمانش» ان «هناك عدداً كبيراً من المحرمات التي يجب كسرها. ما زلنا في منطق الخطوط الحمر بدلاً من التسويات والتنازلات».
وأبرم الاتفاق أخيراً في 12 تشرين الأول/ أكتوبر في الأردن ونشر بهذه المناسبة.
وبدأت كالمي - راي جولة في أوروبا للترويج للمبادرة ثم زارت الأمم المتحدة في نيويورك. وكلف مستشارها للشؤون الدبلوماسية أورس تسيزفيلر ضمان حياد واشنطن.
والمبادرة التي لم تعترض عليها السلطة الفلسطينية تعارضها الفصائل الفلسطينية وتعتبرها اختراقاً وإشغالاً جديداً للفلسطينيين ومخرجاً من المأزق الذي يحاصر الاسرائيليين أمنياً وسياسياً واقتصادياً.
كما ان المبادرة تلغي عودة اللاجئين الفلسطينيين مقابل حصول الفلسطينيين على دولة تشمل قطاع غزة بالكامل و97% من أراضي الضفة الغربية، واعتبار القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.. أو هكذا يقول مؤيدو اتفاقية جنيف.. الجديدة.
|