* مدريد من: سينيكا تارفاينن د ب ا:
واجهت الحكومة الاسبانية يوم الأحد انتقادات متصاعدة بسبب الوجود العسكري للبلاد في العراق فيما كانت الأمة الحزينة بانتظار طائرة تابعة لسلاح الجو تحمل رفات قتلاها السبعة من ضباط المخابرات.
وامتنع السياسيون عن الشروع في نقاش في يوم حزن لكن العديد من افتتاحيات الصحف أشارت إلى أن على اسبانيا أن تبحث سحب جنودها الـ1300 العاملين ضمن قوة حفظ السلام في العراق.ووجه رئيس الوزراء خوسيه ماريا أزنار كلمة عبر التلفزيون اتسمت بلهجة التحدي قال فيها إن «اسبانيا ستبقى حيث تكون هناك حاجة إلى وجودها في العراق» والانسحاب سيكون «أسوأ الطرق الممكنة». وأضاف «وجودنا في العراق منطقي» متعهداً بألاّ تدع اسبانيا «ضحايا العنف» في العراق لقدرهم. واسبانيا من أخلص حلفاء الولايات المتحدة في الصراع العراقي.
وتحدى أزنار 90 في المائة من السكان بإرساله 900 فرد غير مقاتل إلى الحرب و1300 جندي لحفظ السلام لتأمين البلاد في فترة ما بعد الحرب.
ورغم ضبط النفس الذي أبداه القادة السياسيون فإن هجوم السبت أ ثار من جديد شكوكاً بشأن وجود اسبانيا في العراق.
وتساءلت صحيفة بيريوديكو «ماذا نحن فاعلون ؟ في العراق حيث يخاطر الجنود الاسبان» بأرواحهم في خدمة (الرئيس الامريكي جورج دبليو) بوش الذي يسعى إلى السيطرة على النفط.
وحثت صحيفة إل موندو الحكومة على إعادة النظر في مسألة فائدة وجود القوات الاسبانية في إقامة عراق ديمقراطي، وقالت صحيفة «إل بايس» إن اسبانيا دفعت «ثمناً باهظاً» في الصراع العراقي.
وذكرت إل بايس ان القوات الاسبانية لعبت دوراً محدوداً في العراق. وأشارت إلى أن هذا يجعل فقد الأرواح أكثر مأساوية.وأعلن حزب إزكويردا يونيدا اليساري المتطرف تنظيم مظاهرات للمطالبة برحيل القوات الاسبانية عن العراق.
وقال الزعيم الاشتراكي خوسيه لويز رودريجيز زاباتيرو الذي يعتقد حزبه أنه يتعين سحب قوات حفظ السلام مالم توضع العملية تحت سلطة الأمم المتحدة، قال «أتمنى عودة القوات بأسرع ما يمكن».
وجنود حفظ السلام الاسبان وعددهم 1300 ينتمون للفرقة بلاس ألترا التي تضم أيضا 1200 فرداً من أمريكا اللاتينية تحت قيادة اسبانية كجزء من قوة حفظ السلام التي تقودها بولندا في وسط العراق وجنوبيه.
وتحظى القوات الاسبانية بقدر من الترحيب من قبل السكان المحليين الذين يفضلونها على القوات الامريكية. لكن الحوادث الأخيرة ومنها مقتل 19 إيطالياً بينت، والكلام لمحللين في مدريد، أن مؤيدي الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين يستهدفون أي غربيين.
ويعد هجوم السبت أكبر هجوم يستهدف اسبانيا التي تتعاطف مع الحملة الامريكية في العراق من منظور الصراع الطويل الأمد الذي تخوضه حكومة مدريد مع إرهابيي الباسك.
كما استندت حسابات أزنار على أن التحالف مع القوة العظمى سيرفع اسبانيا من مصاف الدول المتوسطة إلى دولة أوروبية رائدة لكن النقاد يرون أن اسبانيا لم تجن أي ثمار لعلاقاتها الوثيقة مع الولايات المتحدة.
وقد اختيرت مدريد لاستضافة مؤتمر المانحين للعراق في تشرين الأول أكتوبر الماضي لكن الآمال الاسبانية في الحصول على عقود في العراق لم تتجسد.
|