* رؤية: علي العبدالله:
هاتفني أحد الإخوان القطريين الذي تربطني به علاقة وصداقة تعودان لسنين طويلة.. وبدأ حديثه معي بطريقة لم أتعودها منه من قبل لأني عرفته هادئاً جداً بطبعه ولا يثور إلا عندما تصل الأمور إلى مراحل خطيرة لا يسكت عنها فقال لي: ان ما يعرض وعرض من مشاهد في حلقات «يوم آخر» لا وجود لها على أرض الواقع في المجتمع القطري وأود أن انقل صوتي وصوت مجموعة كبيرة من مجتمعي تعبر عن حالة عدم الرضا من هذا العمل الذي يسعى للربح التجاري فقط لاغير وذلك بإثارة مشاكل وقضايا من بنات أفكار كاتبة العمل.
بعد هذه العبارات والتي عبرت عن عدم رضاه عن العمل قمت بتهدئته. وكما يقول علماء النفس- استرسلت في ذكر بعض الذكريات الجميلة التي قضيناها سوياً في فترة من الفترات.
الابتزاز الدرامي
اعتمدت مجموعة من المسلسلات الخليجية وخصوصاً في الفترة الاخيرة على ظاهرة ابتزاز المشاهد درامياً ولعل أكثر هذه المسلسلات ابتزازاً هو العمل القطري «يوم آخر» الذي لم يُبن على أساس درامي متماسك، وأصر فيه المخرج على استدرار عواطف المشاهدين بطريقة سطحية ولم تحاول الكابتن «وداد الكواري» أن ترسم ملامح قصة متكاملة.. أو تطرح مفاهيم جادة ذات معنى عميق تدخل المتلقي في أسئلة لها طابع جدلي تجعله في شغف مستمر للتعرف على ما تترتب عليه بعض الحوارات والمشاهد.. كما قامت باختلاق مشاكل وقضايا لا وجود لها على أرض الواقع.. وان وجدت فهي قليلة ولا تستحق الطرح الدرامي.
الأخطاء الفاضحة
بما ان هذا العمل لم يستند على أساس درامي متماسك كما ذكرت سابقاً.. فمن الطبيعي ان نرى جملة كبيرة من الاخطاء الفنية الفاضحة التي لا تغتفر، فقد اعتمد المخرج على الانتقال المفاجئ للأحداث والمبالغة والتهويل.. وأعطى بعض المشاهد حركات لا تتناسب مع جمل الحوار.
وهذه أبرزها:
1- تناول الأمور السلبية بشكل لا ينسجم مع الطرح الدرامي التراجيدي الجاد والدليل على ذلك الاغراق في ابراز صورة شخصية الأب مدمن الكحول بطريقة لا تخدم العمل بل بالعكس ترسخ بعض الظواهر المرضية في المجتمع.
2- إظهار بعض شخصيات العمل بشكل مثالي أو على النقيض دون قراءة حقيقية للواقع... وهو ان لكل شخصية جوانبها السلبية والايجابية ولا وجود للشخصية النزيهة الكاملة.
3- المبالغة في معظم المشاهد الدرامية واقحام الضرب للفت انتباه المتلقي بطريقة ساذجة ويبرز هذا عندما قام «ناصر» بضرب ابنة عمه الجازي مرتين مره في مقر عملها وأخرى في بيتهم بينما هذا الفعل الدرامي الخاطئ يرفضه العقل والمنطق.
4- مرور قضية الحمل غير الشرعي لشمس من عشيقها وعدم معرفة زوجها العم «أبو علي» مع العلم أن هذا الامر يتم كشفه من خلال التحاليل الطبية التي يتضح فيها موعد الحمل بالتحديد لاسيما انها ذهبت للمستشفى مع زوجها أبو علي.
5- استخدام الموسيقى التصويرية الحزينة بمناسبة أو دون مناسبة أي سواء كان هذا المشهد يحتاج إلى ايقاع حزين أم لا.
6- احتواء العمل على حوارات بيزنطية لا تدفع عجلة الصراع الدرامي للأمام.
مسؤولية الناقد الفني
تقع على أي ناقد فني مسؤوليات عديدة أهمها احترام ذهن القارئ وعدم المساهمة باستغفاله وتعميم ثقافة التسطيح والسخرية والسخافة لديه سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
|