كثيرة هي التقليعات الخاسرة التي تزكم أنوف العروبة والإسلام بروائحها الكريهة وقذارة فكرها المنحرف.
فمنذ سنتين طلعت تقليعة تتحدى القداسة الإلهية تعالى الله عما يقول الكافرون علواً كبيراً بتكوين حزب اسمه (حزب الشيطان)! كذا.. علانية والعياذ بالله.. وقد عملت قناة (اقرأ) مقابلة مع شخص من هذا الحزب.. محكوم عليه بالإعدام.. حاولت المذيعة في قناة (اقرأ) ان تَسْتَتِيبَه وأن تلقنه شهادة «ان لا إله إلا الله...» فلم يستطع أن ينطقها مع تكرارها عليه.. وقالت له.. «على الأقل اعمل شيئاً تختم به حياتك، وقد ينجيك من النار..» فرد عليها بقوله: «لا لا معليش» ! نسأل الله العافية.
***
وها نحن اليوم نشهد محاولة جديدة لتأسيس حزب (يدعو إلى الفرعونية وعزل مصر عن العروبة والإسلام) كما نشرت ذلك صحيفة (الوطن) في عددها «1158» الصادر أمس الاثنين 7 شوال 1424هـ ويتزعم الدعوة لهذا الحزب ابن شقيق (أحمد لطفي السيد) والكاتب القبطي المتعصب (وسيم السيسي).
ويهدف هذا الحزب (الفرعوني) إلى إخراج مصر من إسلامها وعروبتها، وسلخها من تاريخها العربي الإسلامي الطويل.
ويدعو الحزب إلى إحياء اللغة الهيروغليفية، واللغة القبطية.. ويزعم هذا الحزب وعدد من المثقفين المصريين.. ومن ضمنهم الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي، ومحمد عبدالمنعم رئيس تحرير مجلة روز اليوسف أن العروبة والإسلام جاءا مصر غازيين فهما إذاً في نظرهم قوة احتلال..! {كّبٍرّتً كّلٌمّةْ تّخًرٍجٍ مٌنً أّفًوّاهٌهٌمً إن يّقٍولٍونّ إلاَّ كّذٌبْا}.
قلت في السطور الأولى من هذا الكلام، كتقليعة إنشاء (حزب الشيطان) قبل سنتين.. وكتقليعة حزب (الكارهون لله) الذي أعلن نفسه في (الجزائر) قبل سنوات. ولكن جميع هذه الأحزاب الكافرة لن تقوم لها قائمة أبداً.. بإذن الله.. وما هي إلا فقاعات تنتفخ ثم تنفجر.!
***
وللإسلام والعروبة رب يحميهما من كيد الكائدين وتخبطات الكافرين ليس في مصر العروبة والإسلام وحدها.. بل في كل مكان من الأرض.. وفي اعتقادي أن النظام المصري لن يسمح أبداً بقيام حزب كهذا.. ومع ذلك فقد تصدى عدد من الكتاب والدعاة الإسلاميين للرد المنطقي على هؤلاء الكافرين بالإسلام والعروبة.. وأوردت (الوطن) فقرات من ردود الكتاب الإسلاميين والقوميين، كقول الكاتب والمؤرخ جمال بدوي رئيس تحرير صحيفة الوفد المصرية: «إن أصحاب التيار الفرعوني لا يعنيهم شكل الحكم وإنما الذي يعنيهم هو شطب الحقبة العربية من تاريخ مصر.. فهم لا يجرؤون على كشف عدائهم للإسلام.. ولذلك فهم يركزون سهامهم على العروبة ويضعون العرب في حزمة واحدة مع القوى الأجنبية التي احتلت مصر وإن على العرب أن يحملوا كل ما جاؤوا به ويرحلوا عن مصر» ص 20 الوطن.
ويقول الكاتب القومي عزارني: «إن هؤلاء يريدون عزل مصر عن هويتها العربية وتغيير العلم، والنشيد والجغرافيا وكتب التاريخ والنصوص الدينية.. ونحن نقول لهم: اقرؤوا الإنجيل والقرآن الكريم والأحاديث لتتأكدوا بالنصوص القاطعة أن عروبة مصر ليست اختياراً ولا ارتباطاً طارئاً نشأ على أثر الفتح الإسلامي.. وانظروا في كتب ابن خلدون والسيوطي وابن تغريدي والكندي والقلقشندي والمسعودي وابن حزم وجمال حمدان وسليم حسن وسليمان حزين وجواد علي والمستشرقين» إلخ.. (نفس الصحيفة والصفحة).
وقد رد الحزب الوطني الحاكم على دعوات هؤلاء الضالين في «6» فقرات لا أريد إيرادها حباً للاختصار.
إن هؤلاء من خدم الشيطان.. والله جل وعلا أخبر: {إنَّ كّيًدّ الشَّيًطّانٌ كّانّ ضّعٌيفْا} وسوف تكون نهاية هذه الدعوات الخبيثة هي الخزي والعار والبوار.
وما دعوا وخططوا له سيذهب كزبد السيل: {فّأّمَّا الزَّبّدٍ فّيّذًهّبٍ جٍفّاءْ وّأّمَّا مّا يّنفّعٍ النَّاسّ فّيّمًكٍثٍ فٌي الأّرًضٌ كّذّلٌكّ يّضًرٌبٍ اللّهٍ الأّمًثّالّ} [الرعد: 17].
|