في مثل هذا اليوم من عام 1955 قامت الشرطة بحبس السيدة «روزا باركز» في مدينة مونتجمري بولاية آلاباما لرفضها التخلي عن مقعدها في سيارة نقل عامة لرجل ذي بشرة بيضاء، مما يشكل انتهاكا لقوانين الفصل العنصري التي تتبعها المدينة. وأعقب حركة العصيان المدني التاريخية التي قامت بها روزا باركز قيام حركة مقاطعة ناجحة لسيارات النقل العامة بمدينة مونتجمري، تزعمها قس بروتستانتي شاب يدعى «مارتنلوثر كينج الصغير» الذي اشتهر بعد ذلك كأحد زعماء محاربة الفصل العنصري.
ووفقا للقانون المحلي الذي أصدرته بلدية مدينة مونتجمري في 1955، كان الأمريكيون الأفارقة مطالبون بالجلوس في المقاعد الخلفية في المواصلات العامة، كما كانوا يجبرون على التخلي عن تلك المقاعد للركاب البيض في حالة شغل جميع المقاعد الأمامية.
كانت روزا باركز تجلس في الصف الأول من مقاعد القسم المخصص للسود، عندما طالبها السائق الأبيض بالتخلي عن مقعدها لرجل أبيض، رفضت باركز هذا الطلب تلقائيا، لكنما دفعها للرفض لم يكن مجرد قدميها المتعبتين كما يشاع. فالحق أن قادة حركة الحقوق المدنية بالمدينة كانوا يخططون منذ عدة أشهر لتحدي القوانين العنصرية التي وضعتها مدينة مونتجمري لتنظيم استخدام سيارات النقل العامة، وشاركت روزاباركز في تلك المناقشات السرية. وفور علم الاتحاد القومي لتحسين أحوال الملونين باعتقال روزا باركز، وجه غيرها من نشطاء الأمريكيين الأفارقة نداء للمواطنين السود بمقاطعة سيارات النقل العامة في يوم الاثنين الموافق الخامس من أكتوبر، ووزعوا منشورات لنشر هذا النداء، وشكلوا فرع مونتجمري من الاتحاد القومي لتحسين أحوال الملونين لتنظيم حركة الاحتجاج.
ونجحت مقاطعة الباصات في يومها الأول نجاحا ساحقا، وفي تلك الليلة، خاطب مارتن لوثر كنج (26 عاما) حشدا هائلا فقال: إن أعظم ما في النظام الديموقراطي الأمريكي حق الاحتجاج للمطالبة بالحقوق.
وامتدت حركة المقاطعة إلى أكثر من عام، تقاسم المشاركون خلالها استخدام سياراتهم، أو كانوا يمشون مسافة أميال عديدة للذهاب إلى أعمالهم ومدارسهم عندما لا تتوفر لهم أي وسائل ممكنة، وحيث ان الأمريكيين الأفارقة كانوا يشكلون 70% من ركاب الباصات بمدينة مونتجمري، فقد عانى جهاز النقل التابع لبلدية المدينة معاناة شديدة من جراء المقاطعة.
| 
