في مثل هذا اليوم من عام 1990 قام عمال الإنشاءات بعمليات الحفر في آخر جدار صخري يربط بين نصفي قناة النفق الذي يصل بريطانيا بفرنسا، ويربط هذا الفتح الخطير المملكة المتحدة بأوروبا للمرة الأولى منذ العصر الجليدي الذي مضت عليه 8000 سنة.
وقد احتفل عمال الإنشاءات في حشد بهيج بهذا الحدث الكبير، وقد صافح العامل الفرنسي «فيليب كوزيه» زميله البريطاني «روبرت فاج»، ولوحا بالرايات، باعتبارهما أول رجلين يتمكنان من السير بين البلدين.
وضع الأختام على جوازات السفر
وخلال لحظات، في الساعة الحادية عشرة بتوقيت جرينتش، تمت إقامة جدار صخري يبلغ ارتفاعه نصف متر ليفصل بريطانيا عن بر أوروبا، واستمر الرجال في الحفر حتى صنعوا فجوة كبيرة يمكن أن تسمح بمرور السيارات، ومر في النفق أول البريطانيين الذين توجهوا لختم جوازات سفرهم في فرنسا. وقد شهد الجانب الآخر مشهدا مماثلا، حيث قاد بعض الفرنسيين سياراتهم إلى منطقة فولك ستون بمقاطعة كنت، واتجهوا مباشرة إلى ضباط الجمارك والهجرة.
تكريم
كان وزير المواصلات «مالكوم ريفكيند» من بين أوائل من مروا عبر النفق، وقد صرح للإذاعة البريطانية بقوله: إن الصلة المادية التي أنجزت بين بريطانيا وفرنسا اليوم ليست إلا دلالة على حدوث الكثير من التغيرات التي ما انفكت تحدث طوال العشرين عاما الماضية.
وأضاف: هذه التغيرات حدثت ومازالت تحدث بمعدلات مرتفعة، وقد أطلق داوننج ستريت على هذا الحدث اسم «تكريم للاستثمار الخاص».
والجدير بالذكر أن هذه المغامرة في إنجاز هذا النفق أدت إلى إنشاء خط قطار فائق السرعة يمر خلال مقاطعة «كنت»، ليضاهي الخط الذي أنشأته فرنسا بالفعل. لقد بدأ العمل في إنشاء النفق في عام 1986، واكتمل بحلول عام 1993 .
|