من أجل العيد يشتري الرجل قارورة عطر ومن أجل العيد تلبس المرأة هنداماً نضراً يحلق الرجل ذقنه.. وتزين المرأة شعرها...!!
وتبقى بحة البؤس حبيسة لليل الغدر والهوان والدموع..!!
إنك توثق عمامتك من أجل مظهرك وتشتري سيارتك من أجل رفاهيتك وتصر على سكب عطرك الباريسي الصاخب من أجل رونقك، ثم تستعير الفاظ الحكماء والعقلاء من أجل حضورك ومنطقك.. كل ذلك من أجل الذات دائماً، ومن أجل العيد أحياناً.. ولكن ماذا عن حياتنا وبلادنا وأمننا..!؟
أقسم أنكم تبحثون عن الجمال وتفتشون عنه في كل مكان وركن من أركان المعمورة!!
ثم نمضي حتى نعود من حيث أتينا..!؟
حينما يأتي العيد باكياً من فم عروق أجسادنا فإننا نرى له آثار رائحة كريهة بين أنوف لا تشم..!!
إنها رائحة الكير والشماتة والهوان!!
قد يكون الاستعداد لمثل ذلك كما هي العذراء العربية التي أضنت ملهمها حباً وصبابة... حينما يأتي العيد حالما ًكمهرة لعوب وقمر أفول ونجمة ليل عزوف!!
فمنذ أزل العدم القريب ونحن نتوجس امراً غريب المنال يداخلنا بغتة ويستكن بنا برهة ثم يسير بنا إلى مزيد من الريبة والتوحد ذلك التوحد الذي يقذفنا إلى تلك المدن الخاوية والطرقات المقفرة.. التي تعلن علينا دون تردد ان البقاء لغير الأفضل..!!
من هناك تبدأ الأقنعة في محاصرة المكان.. وتنادي الاتجاهات بالإطاحة بالكيان.. لتحيط الحسابات الخاطئة طريق سير الخارطة..!!
ورغم كل هذا فإن القلوب الطاهرة تحترق بكميات هائلة!!
والشغف يملأ الأجساد الضخمة!؟
وضجيج الروح مازال يخيم على المكان الصامت!!
إنها علامات للمزيفين وغير المرتبين!!؟
ولأن العيد يريد ان ينتصر لنفسه فقد قرر ان يجعلهم يعيشون أمد التساؤلات الضحلة ليمر من أمامهم مرور عابر السبيل في ملأ العير!!
إنها معادلة صعبة ينتصر فيها العيد على أنفسنا وتهزم معه كل أحلامنا وأمنياتنا وآمالنا...!!
وما دمنا في العيد وأيامه المعدودات فقد وجب علينا ان نسأل أنفسنا:
هل نحن راضون عما يحدث من حولنا!؟
هل حققنا كل أحلامنا وأمنياتنا!؟
هل مازال في الوقت متسع لكل ذلك أم ان العيد قد بات وسيلتنا الوحيدة لمراجعة حسابات الروح أمام فئة وللمضي في سبات آخر أمام الفئة الأخرى!؟
وما دمنا على مشارف انقضاء العيد فقد وجب علي أن أقول لكم ((كل عام وأنتم بخير)).
شبابنا في مهمة خاصة!
تتجه قلوبنا وآمالنا لمنتخبنا الشاب في بطولة العالم المقامة حالياً في الإمارات ولعل شبابنا هم أفضل حالاً الآن في تحقيق نتائج مشرفة لاسيما وان عاتقهم مازال يحمل كابوس طمس الصورة الحزينة التي كان عليها كبارنا في اليابان...
نقول ذلك كل ذلك لأن رجالنا الشبان قد عودونا على تقديم الصورة المشرفة التي لا تكون لولا وجود الروح والجماعية في الأداء.
فقط نذكِّر والذكرى تنفع المؤمنين ألا يلتفت لاعبونا إلى الإعلام الصاخب المرافق للبطولة وان يكون الحديث هو حديث الشباك والأهداف وقبل ذلك الأداء المشرف.
مزيد من التوفيق.. مزيد من الانجازات لشباب وطننا الغالي.
الدعيع قصة مجد لم تنته!!
لأنهم غير دقيقين في تشخيصهم فإنهم يخمنون.. يتوقعون.. يقترفون التنجيم.. يقذفونه بألقاب موغلة في المبالغة والتحجيم؟
لكنه سرعان ما ينقض عليهم ذلك الأسد الحائلي الأشم (ليرهقهم) بالمقارنة الصعبة!؟
إنه عون من لا عون له وبأس من لا بأس له وهو بهم أو بغيرهم قصة مجد خالدة البقاء وروح أمل زاهرة العطاء.
يقول أهل الفراسة والشجاعة ان الفارس المغوار حين يوشك على اعتمار فرسه يحدق في نحره جيدا ثم تزوغ عيناه لما بعد ذلك فلا يستكين ولا يهدأ حتى يصل إلى ما يصبو إليه وأظنهم كانوا يقصدون «الدعيع».
هكذا كان الدعيع حين ملأ الدنيا وأشغل الناس في وقت مضى.
وهكذا هو حين يجتمعون به الآن لإعادة صياغة مجده المتبقي.
إنه قصة مجد مثخنة بالمجد والحب...
أنادي
لأن ضيدان المريخي هو أحد القلائل الذين يهيمون إبداعاً وحباً في عين ناصية الشعر المكتظة بالغثاء من الزبد... فقد طاوعه حسه المرهف واغراه خاطره المترف على ان يخص زاويتي المتواضعة بأبيات للعيد لم تنشر من قبل وأظنها قد سرقت من فم الساحة الشعبية الموبوءة التي لاتخلو من تخبطات النطيحة والرديئة وما أكل السبع!!
شكراً لضيدان
وشكراً لمن على شاكلته من الطيبين
والذويّقين والبسطاء...
شكراً لأنكم تقرؤون حقيقتي...
وشكراً لأنكم تخصون مناداتي...
وما أنا إلا منكم ولكم...
يقول ضيدان:
نفسي تشاحن عليكم من أمس والبارح
حاربني النوم والهم متوسدني
واجد جروحك ولكن جرحك الجارح
انك تناسى المعايد ما تعايدني
|