سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأسعد الله أوقاتكم بكل خير دائماً وبعد:
قرأت في عدد الجزيرة 11378 الأحد 28/9/1424هـ موضوعا بقلم الدكتور عبدالله بن عمر بصفر الأمين العام للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم برابطة العالم الاسلامي، والموضوع تحت عنوان (هل أصبح اخواننا المسلمون غيرنا؟).
والدكتور عبدالله في موضوعه هذا يعقب على موضع سابق نشرته الجزيرة في عددها 11362 ليوم الجمعة 12/9/1424هـ لكاتب رمز لاسمه بابن الوطن تطرق فيه لنشاط الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم وثمارها المباركة رغم قصر عمرها.
سعادة رئيس التحرير: لقد لفت نظري اصرار الدكتور عبدالله بصفر على أن ما تقوم به الجمعية واجب علينا، فواجب علينا ان نحفظ أبناء المسلمين وواجب علينا ان نوظف أبناء المسلمين بأموالنا في الوقت الذي نحتاج الى الأموال لصرفها على الفقراء داخل المملكة من سعوديين وغيرهم ونحفظهم، ولعل الصعوبات التي تواجه مدارس التحفيظ لأبناء المسلمين داخل المملكة خير دليل على ذلك.
سعادة رئيس التحرير: لأهمية الموضوع ولاصرار الكاتب وغيره على أن نصرف المزيد والمزيد من أموالنا خارج بلادنا رغم حاجتنا لهذه الاموال رغبت المشاركة لأذكر الدكتور عبدالله ومن يؤيده بالدور الذي تقوم به المملكة وأبناء المملكة تجاه اخوانهم حاليا وسابقا إلى أن وصل الأمر الى وجوب التوقف ومراجعة كل ما نقوم به تجاه الآخرين لأسباب كثيرة ولعل من أهمها:
1- حاجتنا للأموال التي تنفق داخل وطننا.
2- استغلال بعض أموالنا وجهودنا ضدنا بسبب طيبتنا الزائدة والاستعانة بغيرنا للمشاركة في جهود جمعياتنا ومن ينكر ذلك عليه أن يقرأ ليعرف التجاوزات والاختراقات التي تمت بدون علمنا.
الدكتور عبدالله بصفر يصر على أن تعليم وتوظيف اخواننا واجب علينا وكأن المملكة ومواطنيها لا يؤدون لاخوانه سوى التحفيظ والتوظيف .
وسوف أسرد بعض مواقف المملكة وأبنائها تجاه اخواننا حتى وصل الأمر الى اننا نسينا أنفسنا وواجباتنا تجاه اخوتنا في الداخل سعوديين وغير سعوديين.
أولا: يعيش بيننا ملايين من اخوتنا وفرنا لهم الامن والامان ولقمة العيش لهم ما لنا وعليهم ما علينا، ويكسبون بلايين الريالات يصرفون بعضها ويحولون بعضها لبلدانهم فيدعمون بذلك مواطنيهم واقتصاد بلدانهم.
ثانيا: تقوم المملكة بتقديم قروض للدول الاسلامية بطرق مباشرة أو عن طريق المؤسسات الدولية التي تشارك بها المملكة.
ثالثا: تقدم المملكة وأبناء المملكة لضيوف الرحمن الحجاج والمعتمرين الاموال الطائلة لخدمة ضيوف الرحمن ولعل الجميع شاهد ذلك ويعرض الكثير عن ما تقدمه المملكة وأبناؤها.
رابعا: أقامت المملكة مدارس خاصة لأبناء المسلمين الموجودين داخل المملكة وهي تعاني وتحتاج إلى المزيد من الدعم.
خامسا: قدمنا الكثير والكثير لدعم الجهاد الافغاني.
سادسا: قدمنا الكثير والكثير لدعم قضية فلسطين منذ عام 1948م وإلى الآن.
سابعا: يقوم بعض رجال الأعمال السعوديين بتنفيذ بعض المشاريع الخيرية أو الاقتصادية في بعض البلدان العربية والاسلامية مثل بناء المساجد والمدارس والطرق.. الخ.
ثامنا: ترسل المملكة سنويا العديد من المعلمين الى بعض البلدان العربية والاسلامية للتدريس في مدارسها وعلى حسابها كما ترسل بعض المناهج والامكانات لبعض الدول.
تاسعا: يدرس في مدارس المملكة وجامعاتها الآلاف من الطلاب من الدول العربية والاسلامية بدون مقابل ويعاملون معاملة السعوديين.
عاشراً: حصل بعض الطلاب غير السعوديين على منح دراسية من بعض رجال الاعمال السعوديين.
حادي عشر: حضرت حفلا لتكريم حفظة كتاب الله داخل المملكة ولاحظت ان من بين المكرمين من غير السعوديين.
ثاني عشر: في الجمعيات الخيرية داخل المملكة هناك بعض العاملين فيها والمنتسبين لها من غير السعوديين.
ثالث عشر: تقوم المملكة بارسال المعونات الانسانية لبعض البلدان التي تتعرض الى الكوارث كالزلازل والامطار.
رابع عشر: ذكر الدكتور عبدالله بصفر ان اعداد الهيئات الخارجية تعد على الاصابع وأما الجمعيات المحلية فهي بالمئات، ورأى ان ما تنفقه الجمعيات الداخلية أكثر من ما تنفقه الهيئات الخارجية، وليته ذكر لنا أرقاما ومبالغ. ألم يقرأ الدكتور عبدالله بصفر كم من الاموال تحول لاخواننا المسلمين؟
وكم من الأموال جمعت لهم بواسطة الاذاعات ومحطات التلفاز؟
يا دكتور عبدالله بصفر الأقربون أولى بالمعروف ولا أعتقد أن هناك من يقبل أن تصرف الاموال السعودية خارج السعودية في الوقت الذي يوجد به فقراء ومحتاجون في الداخل سعوديون وغير سعوديين، الزكاة لا تصرف خارج الوطن إذا وجد المحتاج داخل الوطن، وهل يعقل أن يقوم مواطن قادر بالصرف على غير أقاربه في الوقت الذي يوجد بين أقاربه محتاجين؟
فهي صدقة وصلة رحم يا دكتور عبدالله بصفر، هل يعقل أن نحمل أنفسنا واجبات خارجية وننسى واجباتنا الداخلية؟
في الختام ما ذكرته آنفا من أعمال تقوم بها المملكة وأبناؤها تجاه اخوانهم ولا يمكن انكاره...
نسأل الله التوفيق والسداد.
محمد صالح الداود - الطائف
|