أرباح شركة الاتصالات في نظر المشتركين.. مصائب قوم عند قوم فوائد

وصل عدد مشتركي الهاتف الجوال إلى 8 ،6 ملايين مشترك. هذا ما أكده لجريدة «الجزيرة» بتاريخ أول شوال سعادة مدير عام الشؤون الإعلامية ومساندة التسويق في شركة الاتصالات السعودية، أي أن هناك الآن ما يقارب سبعة ملايين هاتف جوال مردودها الشهري من رسوم الشبكة وحدها يزيد على 800 مليون ريال، يضاف إلى ذلك مردود الرسوم المماثلة على الهاتف الثابت التي تعد هي الأخرى بالملايين، أما أجور المكالمات والخدمات الإضافية فيعد مردودها بالمليارات، ما جعل أرباح الشركة تقفز خلال تسعة الأشهر الأولى من العام الحالي إلى 545 ،6 مليارات ريال مقابل 859 ،2 مليار ريال في الفترة المقابلة من العام المنصرم نتيجة لزيادة أعداد المشتركين وزيادة تغطية الخدمة ولأن أرباح العام الماضي تأثرت بسبب تكاليف التقاعد المبكر إلى آخر ما أشير إليه بهذا الصدد في إحدى الصحف المحلية بتاريخ 28 شعبان، ما يثير لدى البعض - وأنا منهم - العديد من الملاحظات والتساؤلات من مثل:
1- طالما أن أرباح الشركة ومشتركيها قفزت بهذه الصورة فلماذا لا ترد على المشتركين الذين هم سبب نجاحها وحصولها على هذه المكاسب الطائلة ترد بعض الجميل وتضحي ببعض الأرباح وتقوم بإجراء تخفيضات على الرسوم والأسعار تتناسب وحجم المكاسب الكبيرة الآخذة في النمو والزيادة والتي تعلن الشركة عن تحقيقها بين وقت وآخر والتي يشعر المواطنون أنها ناتجة ليس فقط عن زيادة أعداد المشتركين واتساع نطاق الخدمة ولكن لأن الأسعار الحالية فيها الكثير من المغالاة التي لا تراعي جانب الرفق بالمواطنين الذي هو إحدى الركائز الأساسية في سياسة الدولة وفقها الله.
2- ارتفاع أعداد المشتركين وزيادة تغطية الخدمة متوفر بشكل عام في المدن وما حولها وما حول بعض الطرق العامة أما المناطق البعيدة من القرى والأرياف والتجمعات السكنية الأخرى فلا تزال محرومة من الخدمة بفرعيها الثابت والمحمول واسألوا إن شئتم المعلمين والمعلمات الذين ينقطع الاتصال بهم منذ ابتعادهم عن مراكز المدن ربما بأقل من 50كم، بل هناك أحياء في بعض المدن لم تصل إليها خدمة الهاتف الثابت ومنها حي الجوازات بالرس الذي تحيط به الأحياء المخدومة من جهاته الثلاث.
3- هناك بعض محافظات ومراكز إدارية داخل المنطقة الإدارية الواحدة لا يزال المشتركون فيها بحاجة إلى استخدام الصفر في مكالماتهم المحلية ما يجعلهم يتحملون تكاليف أكثر مما يتحمله غيرهم من المشتركين في المنطقة مع أنهم أولى من غيرهم بمراعاة ظروفهم ومن الأمثلة على ذلك محافظة النبهانية ومركز دخنة في منطقة القصيم.
4- التقاعد المبكر هو من عيوب الخصخصة فقد سرحت الشركة أكثر من 5 آلاف موظف بإحالتهم إلى التقاعد المبكر بطريق الإغراءات المالية الكبيرة ولم يثبت أنها قامت بتوظف مكانهم من راغبي الخدمة مما يدل على إنها كأي شركة أخرى تسعى إلى الربح بكل وسيلة بما فيها تقليص عدد العاملين لحفظ التكاليف. والخصخصة بهذا الشكل تساعد على تفاقم مشكلة البطالة وتجعل خيار الخصخصة مسألة فيها نظر ولاسيما أن الشركة قد اتخذت هذه الخطوة وهي شركة ناجحة وارباحها بالمليارات فكيف كانت ستفعل لو كانت أرباحها بالملايين فقط، فلا بد من الإشادة بالتطور الكبير والمتسارع الذي شهده قطاع الاتصالات في بلادنا متزامناً مع قيامها حيث انتهت بفضلها تلك الأزمة الخانقة التي كان الحصول فيها على الهاتف لا يتم إلا بشق الأنفس وبأغلى الأسعار ولم يعد هناك والحق يقال مجال للمقارنة بين ما كان عليه الحال قبل وجودها وبين ما هو عليه الآن مهما كانت السلبيات التي أولها ارتفاع الأسعار وآخرها ارتفاع الأسعار. وفي حال كون الشركة غير راغبة في اجراء أي تخفيض إلا بالقدر الذي يخدم سياسة التسويق الخاصة بها ويعود عليها بمردود يوازي أو يزيد على ما تتنازل عنه من تخفيضات رمزية تستخدم فيها القطارة، فالمرجو ألا تعلن عما تحققه من الفوائد والمكاسب لأن ذلك يعكر مزاج المشتركين الذين لا يجدون ما يواسون به أنفسهم إلا مقولة: مصائب قوم عند قوم فوائد.